Image djamal_hikma1
BASMALA

العلم و وجود الله



هل يمكن إثبات وجود الله علميا



هذا جزء من حلقات "رحلة اليقين " للدكتور إياد قنيبي و هي مهمة ومميزة.

موضوعها: هل يمكن إثبات وجود الله علمياً ؟

أم أن العلم محايد؟ لا يمكن من خلاله إثبات وجود الله ولا نفي وجود الله؟


سنعرف كيف أن العقل ينطلق من مُسلمات (ضرورات عقلية) كالسببية، ومن القناعة بوجود انتظام في الكون، فيبني على الأخبار العلمية للباحثين، ويحلل مدخلات الحس ويربط فيما بينها. ويوظف هذا كله لإنتاج السينس(العلم)

وكيف أننا  إذا استخدمنا العقل والعلم فإنه يدلنا على الخالق سبحانه بأسمائه وصفاته.



تابعوا الحلقة  كاملة على الرابط التالي :
https://youtu.be/GxKz46WcZGU

الصفحة الشخصية للدكتور على الفيس بوك

الأغواط في:28-10-2019


Share:

رسالة ابن باديس



رسالة الإمام عبد الحميد بن باديس إلى الشيخ أحمد قصيبة بالأغواط

نص الرسالة التي ارسلها العلامة  عبد الحميد بن باديس إلى الشيخ أحمد قصيبة عام 1939م



في هذه الصورة نص رسالة كتبها الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس إلى الشيخ فاضل أحمد قصيبة الأغواطي سنة 1939 ـ يصور فيها معاناة التعليم العربي و التضيق الاستعماري على لغة الضاد و المسلمين في ذلك الزمن ، و يشرح ما يلاقوه من الأذى والتضييق الذي يسلطه الاستعمار الفرنسي على  المربين والمعلمين ،كما يصف أمورا أخرى حري ُ بنا أن نقف على تفاصيلها كلها ،ونستخلص منها أصول العمل وقواعده .

رسالة تكشف عن هموم الرجل(الشيخ ابن باديس) ويقينه وثباته وإيمانه وتحققه من العمل في سبيل الإسلام والعربية والوطن.. إليكم الوثيقة ،وقد حاولنا نقلها كاملة للتيسير على المتصفحين والمتصفحات .
الشيخ أحمد قصيبة(1919-1994)

نص الوثقة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

قسنطينة 20 محرم 1358 هـ 12 مارس 1939

حضرة الأخ الفاضل : أحمد قصيبة ـ الأغواط

لم يمر ظرف عسير على الإسلام والعربية في القطر الجزائري كهذا الظرف الذي نحن فيه.

تعليمُها الحقيقي مُعطل ورجاله يلقون عذاب الهون من المحاكمات والحبس والتغريم، والقوانين الجائرة تُشرع للتنكيل بهم والتضييق عليهم .وفي قرار في عدد البصائر الأخير ما أثارته ذكرى 8 مارس المشؤوم على العربية من شجون ،كانت نتيجة ذلك التلغراف المطول لرئيس الوزارة .

سأبذل جهدي لمقاومة ذلك القرار الجائر لاقيا ما لقيتُ من عنَت وبلاء .واعتقادي الجازم أنكم لا تقصُرون عني غيرة على دينكم ولغتكم وعزيمة في الدفاع عنهما .
العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس(1889-1940م)

وعليه فإنني أدعوكم باسم الإسلام والعربية إلى الحضور بالجزائريوم الاثنين السابع لعشرين من مارس الجاري على الساعة التاسعة صباحا بنادي الترقي للمفاوضة مع إخوانكم فيما يجب علينا سلوكه في دفع التهم الباطلة التي تسببت عنها هذه المضايقات المتكررة للعربية ورجالها ،وللاتفاق على الوسائل القانونية للدفاع عن التعليم الديني العربي .

إنني أسمع ُ في كل مكان مررتُ به ،وأقرأ كل يوم مئات الشكاوى المتصاعدة من قلوب محزونة ونفوس متأثرة فأُسكنُها بما أمرنا الله به من الثبات على الحق والصبر على المكاره ،وعسى أن يكون في اجتماعكم ما يزيد هذا الخُلق تثبيتا في النفوس .

وقد كتبتُ لإخوانكم رؤساء الشعب وغيرهم،وحثثتُهم على الحضور ,ويقيني أنكم ستحضرون.

وبما أن الحضور واجب عمومي فلتستعينوا بإخوانكم أعضاء الشعبة على نفقات السفر .والله يحفظُكم .

عبد الحميد بن باديس

الوثيقة منقولة عن موقع السيد محمد الحاج عيسى بتصرف
24-10-2019

Share:

بكالوريا 2020



استمارة تسجيلات البكالوريا 2020

إنجاز الأستاذ مصطفى شريفي



إلى السادة مديري المؤسسات التربوية

هذه بطاقة من إنجاز الأستاذ مصطفى شريفي مدير ثانوية أنجزها ،تسهيلا لعملية التسجيل في البكالوريا و تجنب التلميذ و الإدارة الوقوع في خطا المعلومات.



من اجل تسجيل معلومات التلميذ بشكل صحيح وسريع لبكالوريا2020 يمكنك استخدام هذه البطاقة ، أو تنسخ بطاقة بنفس المعلومات ، تقدمها لكل تلميذ من أجل ملئها بكل دقة وعناية لان بعض المعلومات في ملف التلميذ غير صحيحة و أخرى كثيرة التغير مثل العنوان مكان الإقامة والهاتف...وهذا ما قد يجنبك اعادة طيع الاستمارة من جديد بعدما يراقبها التلميذ .....تقبلوا فائق الاحترام والتقدير.


نشكر الأستاذ مصطفى على هذ العمل الطيب جعل الله ذلك في ميزان حسناتك.

الأغواط في: 23-10-2019


Share:

إذا لم تستطع


إذا لم تستطع أن تسمع صمت أخيك
فلن تستطيع أن تسمع كلماته



دخل  رجل غريب لا يعرفه أحد على جلساء حكيم ثري يعلم تلاميذه ، ولا يبدو على الرجل  مظهر طلاب العلم.
دخل وسلم وجلس حيث انتهى به المجلس،وأخذ يستمع للشيخ بأدب وإنصات وفي يده قارورة فيها ماء...

قطع الشيخ العالم حديثه والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرس في وجهه ثم سأله : ألك حاجة نقضيها لك ؟ أم لك مسأله فنجيبك ؟

فقال الضيف : لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر سمعت عن علمك وخلقك ومروءتك، فجئت أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدر قيمتها، وأنت دون ريب حقيق بها وجدير...
قال الشيخ : ناولنيها...

فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها ،ثم التفت إلى الرجل صاحب القارورة فقال له : بكم تبيعها ؟
قال : بمئة دينار...


 فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها سأعطيك فيها مئة وخمسين...
فقال الضيف: بل مئة لا تزيد ولا تنقص ، فقال الشيخ لابنه : ادخل وأحضر مائة دينار ...
فلما استلم الضيف المبلغ، مضى في حال سبيله...

 وانفض المجلس وخرج الحاضرون وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخهم بمائة دينار...
دخل الشيخ إلى بيته ولكن الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفة ما فيها، فلم يجد غير الماء...


فقال لوالده: يا حكيم الحكماء لقد خدعك الغريب، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمائة دينار ،ولا أدري أأعجب من خبثه أم من طيبتك ؟؟؟

فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً وقال لولده :
يا بني، لقد نظرت ببصرك فرأيته ماءً عاديّاً ،أما أنا فقد نظرت ببصيرتي فرأيت الرجل جاء يحمل في القارورة ماء وجهه الذي أبت عليه عزة نفسه أن يريقه أمام الحاضرين بالتذلل والسؤال ،وكانت له حاجة إلى مبلغ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه...
والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفهم مراده وحفظ ماء وجهه أمام الحاضرين...

إن أستطعت أن تفهم حاجة أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل فذلك هو الأجمل والأمثل...

تفقد على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك ،فربما هم في ضيق وحاجة وعوز، ولكن الحياء والعفاف وحفظهم لماء وجوههم قد منعهم السؤال...


اقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا...



Share:

المفكر أنور الجندي



أنور الجندي..راهب الثقافة و الفكر
منقول بتصرف عن فضيلة الدكتور العلامة: د. يوسف القرضاوي

الأستاذ أنور الجندي رحمه الله


علمت أن الكاتب الإسلامي المرموق الاستاذ أنور الجندي قد وافاه الأجل المحتوم وانتقل إلى جوار ربه منذ يوم الاثنين 28 يناير 2002م، بلغني ذلك أحد اخواني فقلتُ: يا سبحان الله، يموت مثل هذا الكاتب الكبير المعروف بغزارة الإنتاج وبالتفرغ الكامل للكتابة والعلم، والذي سخر قلمه لخدمة الاسلام وثقافته وحضارته ودعوته وأمته أكثر من نصف قرن، ولا يعرف موته إلا بعد عدة أيام، لا تكتب عنه صحيفة، ولا تتحدث عنه إذاعة، ولا يعرف به تلفاز!!


كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات في مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية، وقد كان عضوا عاملا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الاعضاء في نقابة الصحفيين، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960م.

منذ كنت طالبا في القسم الثانوي بالأزهر، وأنا أقرأ لأنور الجندي في القضايا الإسلامية المختلفة، ومن أوائل ما قرأتُ له: كتاب بعنوان "كفاح الذبيحين فلسطين والمغرب"،...

وكان من كتبه الأولى "اخرجوا من بلادنا"، يخاطب الإنجليز المحتلين، وقد علمت ان الكتاب كان سببا في سجنه واعتقاله لعدة أيام في عهد الملك فاروق، ثم أفرج عنه.




وللأستاذ أنور الجندي كتب كثيرة تقارب المائة كتاب، بعضها موسوعات، مثل كتابه "مقدمات المناهج والعلوم"، الذي نشرته "دار الانصار" بالقاهرة بلغت مجلداته عشرة من القطع الكبير. وموسوعته "في دائرة الضوء" قالوا: إنها من خمسين جزءا. ومن أهم كتبه: "أسلمة المعرفة"، "نقد مناهج الغرب"، "أخطاء المنهج الغربي الوافد"، "الضربات التي وجهت للأمة الاسلامية"، "اليقظة الاسلامية في مواجهة الاستعمار"، "تاريخ الصحافة الإسلامية"، وكان آخر ما نشره كتاب "نجم الاسلام لا يزال يصعد".

كان الاستاذ أنور الجندي يميل في كتاباته إلى التسهيل والتبسيط، وتقريب الثقافة العامة لجمهور المتعاملين دون تقعر أو تفيهق أو جنوح إلى الإغراب والتعقيد، فكان أسلوبه سهلا واضحا مشرقا.

...كان أكثر ما يكتبه للشباب، حتى إنه حين كتب موسوعته الاسلامية التي سماها "معلمة الاسلام" وجمع فيها (99) تسعة وتسعين مصطلحا في مختلف أبواب الثقافة والحضارة والعلوم والفنون والآداب والشرائع، جعل عنوان مقدمة هذه المعلمة "إلى شباب الاسلام"، وقال في بدايتها: "الحديث في هذه المعلمة موجه إلى شباب الاسلام والعرب، فهم عُدة الوطن الكبير، وجيل الغد الحافل بمسؤولياته وتبعاته، وهم الذين سوف يحملون أمانة الدفاع عن هذه العقيدة في مواجهة الأخطار التي تحيط بها من كل جانب، فمن حقِّهم على جيلنا أن يقدم لهم خلاصة ما وصل إليه من فكر وتجربة .. وأن نعبِّد لهم الطريق إلى الغاية المرتجاة .. هذه مسؤوليتنا إزاءهم، فإذا لم نقم بها كنا آثمين، وكان علينا تبعة التقصير" اهـ.

وأعتقد أن كتبه قد آتت أكلها في تثقيف الشباب المسلم، وتحصينهم من الهجمات الثقافية الغربية المادية والعلمانية التي لا ترضى إلا بان تقتلعهم من جذورهم وأصالتهم.

كان الأستاذ الجندي زاهدا في الدنيا وزخرفها، قانعا بالقليل من الرزق، راضيا بما قسم الله له، لا يطمع أن يكون له قصر ولا سيارة، حسبه أن يعيش مكتفيا مستورا، وكان بهذا من أغنى الناس، كان كما قال علي كرم الله وجهه:

يعز غني النفس إن قل ماله * ويغنى غني المال وهو ذليل

...حكى الأخ الأديب الداعية الشيخ عبد السلام البسيوني أنه ذهب الى القاهرة مع فريق من تلفزيون قطر، ليجري حوارا مع عدد من العلماء والدعاة، كان الأستاذ أنور منهم أو في طليعتهم، ولم يجد في منزله الذي يسكنه مكانا يصلح للتصوير فيه فقد كان في حي شعبي مليء بالضجيج، وكان المنزل ضيقا مشغولا بالكتب في كل مكان، فاقترح عليه أن يجري الحوار معه في الفندق، وبعد أن انتهى الحوار تقدَّم مدير الإنتاج بمبلغ من المال يقول له: نرجو يا أستاذ أن تقبل هذا المبلغ الرمزي مكافأة منا، وإن كان دون ما تستحق. فاذا بالرجل يرفض رفضا حاسما ويقول: أنا قابلتكم، وليس في نيتي أن آخذ مكافأة، ولست مستعدا أن أغيِّر نيتي، ولم أقدم شيئا يستحق المكافأة! قالوا له: هذا ليس من جيوبنا، إنه من الدولة. وأصر الرجل على موقفه، وأبى أن يأخذ فلسا!

...كان رجلا ربانيا، ومن دلائل ربانيته ما ذكرته ابنته عنه: أنه كان يحب أن يكون متوضئا دائما، فيأكل وهو متوضئ، ويكتب وهو متوضئ، وكان ينام بعد العشاء، ثم يستيقظ قبل الفجر ليصلي التهجد، ويصلي الفجر، ثم ينام ساعتين بعد الفجر، ويقوم ليقضي بعض حاجات البيت بنفسه. كان الأستاذ أنور الجندي يخدم الجيران، ويملأ لهم "جرادل" الماء إذا انقطع الماء، ويضعها أمام شققهم. وكان له من اسمه نصيب أي نصيب، فكانت حياته وعطاؤه وإنتاجه تدور حول محورين: النور - أو التنوير - والجندية. فقد ظلَّ منذ أمسك بالقلم يحمل مشعل "النور" أو "التنوير" للأمة، وأنا اقصد هنا: التنوير الحقيقي لا "التزوير"، الذي يسمونه "التنوير". فالتنوير الحقيقي هو الذي يرد الامة الى النور الحقِّ، الذي هو أصل كل نور، وهو نور الله تعالى، ممد الكون كله بالنور، وممد قلوب المؤمنين بالنور: نور الفطرة والعقل، ونور الإيمان والوحي {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} (النور:35).

وكان أهم معالم هذا التنوير: مقاومة التغريب والغزو الفكري الذي يسلخ الأمة من جلدها، ويحاول تغيير وجهتها، وتبديل هويتها، والغاء صبغتها الربانية، {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (البقرة:138)، وكان واقفا بالمرصاد لكل دعاة التغريب، يكشف زيفهم، ويهتك سترهم - وإن بلغوا من المكانة ما بلغوا - حتى ردَّ على طه حسين، وغيره من أصحاب السلطان الأدبي والسياسي.

قال الجندي يوما عن نفسه: أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلا فيها منذ بضع وأربعين سنة، حيث أعد لها الدفوع، وأقدم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى، وعهد على بيع النفس لله. والجنة - سلعة الله الغالية - هي الثمن لهذا التكليف، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة:111)

كان النور والتنوير غايته ورسالته، وكانت الجندية وظيفته ووسيلته. لقد عاش في هذه الحياة "جنديا" لفكرته ورسالته، فلم يكن جندي منفعة وغنيمة، بل كان جندي عقيدة وفكرة. لم يجر خلف بريق الشهرة، ولم يسع لكسب المال والثروة، أو الجاه والمنزلة، وإنما كان أكبر همه أن يعمل في هدوء، وأن ينتج في صمت، وألا يبحث عن الضجيج والفرقعات، تاركا هذه لمَن يريدونها ويلهثون وراءها....

كتب الاستاذ أنور الجندي في فترة المحنة في عهد عبد الناصر في بعض المجلات غير الاسلامية تراجم لقادة التحرر والثورة من ذوي التوجه الديني، أمثال عمر المختار في ليبيا، وعبد الكريم الخطابي في المغرب، وذلك في مجلة "المجتمع العربي" المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات.

ويقول عن هذه الفترة : "لقد كان إيماني أن يكون هناك صوت متصل - وإن لم يكن مرتفعا بالقدر الكافي - ليقول كلمة الاسلام- ولو تحت أي اسم آخر - ولم يكن مطلوبا من أصحاب الدعوات أن يصمتوا جميعا وراء الأسوار".


في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين سعدت بلقاء الأستاذ الجندي في الجزائر العاصمة في أحد ملتقيات الفكر الاسلامي، وهي أول مرة ألقاه وجها لوجه ...وقد أرسلنا منظمو الملتقى إلى أحد المساجد في ضواحي العاصمة هو وأنا، وأردت أن أقدمه ليتحدث أولا، فأبى بشدة، وألقيتُ كلمتي ثم قدمته للناس بما يليق به، فسرَّ بذلك سرورا بالغا.

وبعد حديثه في هذه الضاحية تحدثتُ معه: لماذا لا يظهر للناس، ويتحدث اليهم بما أفاء الله عليه من علم وثقافة؟ فقال: أنا رجل صنعتي القلم، ولا أحسن الخطابة والحديث إلى الناس، فأنا لم أتعود مواجهة الجمهور، وإنما عشت أواجه الكتب والمكتبة. وليس كل الناس مثلك ومثل الشيخ الغزالي، ممن آتاهم الله موهبة الكتابة وموهبة الخطابة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فقلتُ له:

ولكن من حق جمهور المسلمين أن ينتفعوا بثمرات قلمك، وقراءاتك المتنوعة، فتضيف إليهم جديدا وتعطيهم مزيدا. فقال: كلٌّ ميسَّر لما خلق له.

مجلة المنار الاماراتية عدد أكتوبر 1989

مقال للأستاذ أنور الجندي في عدد أكتوبر 1989

... عاش الأستاذ الجندي سنواته الاخيرة جليس بيته، وطريح فراشه، يشكو بثه وحزنه إلى الله كما شكا يعقوب عليه السلام، يشكو من سقم جسمه، ويشكو أكثر من صنيع قومه معه، الذين كثيرا ما قدَّموا النكرات، ومنحوا العطايا للإمَّعات، كما يشكو من إعراض إخوانه الذين نسوه في ساعة العسرة وأيام الأزمة والشدة، والذين حرم ودهم وبرَّهم أحوج ما كان إليه، مردِّدا قول علي رضي الله عنه، فيما نسب إليه من شعر:

ولا خير في ودِّ امرئ متلـــــــوِّن *** اذا الريح مالت مال حيث تميل
جواد اذا استغنيتَ عن أخذ ماله *** وعند زوال المال عنك بخيـــــل
فما أكثر الإخوان حين تعدُّهـــم **** ولكنهم في النائبــــات قليــل

....رحم الله أنور الجندي، وغفر له، وتقبله في الصالحين، وجزاه عن دينه وأمته خير ما يجزي به العلماء والدعاة الصادقين، الذين أخلصهم الله لدينه، وأخلصوا دينهم لله.


                                       مفكرون من مصر الأستاذ أنور الجندي


Share:

نجوم



Al_Ihtiram
Image جمال

اليومية

Imagedjamal
Image and video hosting by TinyPic

يمكنك تغيير البلد و المدينة مباشرة بتحريك المصعد



Image and video hosting by TinyPic الأغواط

مدينة الأغواط

الساعة و التاريخ بالجزائر

مرحبا

مرحبا

وصف المدونة

مدونة تهتم بالفكر التربوي، بالإبداع التربوي و الإداري ، بالشخصيات التربوية، بأسرار التفوق ، و النجاح، ، بالفيديو التربوي، و بالصورة التربوية.

جديد/مدونة الدعاء الجميل إضغط على الصورة

الدعاء الجميل
تحويل التاريخ الميلادي إلى الهجري و العكس

مدونة كتب تهمك

الدعاء الجميل

مكتبة الدكتور الصلابي/اضغط على الصورة

أحدث المواضيع

الاكثر قراءة