الشهيد علي معاشي و أغنية انغام الجزائر
قصة أغنية أنغام الجزائر
زار فريد الأطرش، الجزائر و غنى رائعته بساط الريح و لم يذكر الجزائر و طار بواسطة بساطه مباشرة من تونس إلى مراكش، متجاوزا وطنا قارة بحجم الجزائر، و الروايات تقول أن الجمهور الجزائري استهجن ذلك و غضب من سلطان العود و رماه بالطماطم وربما البيض، و هنا تتوقف الحكاية.
زار فريد الأطرش، الجزائر و غنى رائعته بساط الريح و لم يذكر الجزائر و طار بواسطة بساطه مباشرة من تونس إلى مراكش، متجاوزا وطنا قارة بحجم الجزائر، و الروايات تقول أن الجمهور الجزائري استهجن ذلك و غضب من سلطان العود و رماه بالطماطم وربما البيض، و هنا تتوقف الحكاية.
و لكن التاريخ الموثق يقول أنه بعد نزول الأطرش، صعد شابٌّ جزائري مغمور لايكاد يعرفه أحد، راميا بسلة الوعود للجماهير الغاضبة بأنه سيؤلف أغنية للجزائر وحدها و تحت سماء الجزائر ردا على إهانة ” السيد فريد ”، و بعد 12 يوما من الواقعة جاءت إلى الوجود رائعة علي معاشي ” أنغام الجزائر ”
و راح الجميع يردد وراءه: لو تسألوني نفرح و نبشر و نقول بلادي الجزائر ”
علي معاشي الذي استشهد في سن الواحدة و العشرين، كان صورة عن اليوميات الحافلة و المميزة و المصرة على إضافة شيء على سطح ماء الحياة، مهما كانت الظروف.
مولده
ولد الشهيد علي معاشي يوم 12 أوت 1927 بمدينة تيارت وترعرع بين أزقة حيها الشعبي شارع كليبار " سابقا المسمي اليوم باسم احد أعلام المدينة الشهيد "حمداني عدة " شمال مدينة تيارت .تلقي دروسه الابتدائية بمدرسة عين الكرمة، ثم انتقل لمساعدة والده في الفلاحة حيث كان أباه فلاحا ، صاحب ارض فلاحيه ببلدية عين بو شقيف ، من مستوى معيشي لا باس به علي حد تقدير .
وفي سنة 1949 لما بلغ سن 18 من عمره التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية ، في البحرية الفرنسية "ببنزرت" بتونس أينما ولع بالبحر وسكن هواه ، التهبت مخاطره الجياشة بعالم الفن ، مما سمح له بزيارة ومعرفة عدة مدن و عواصم عربية، ومن خلال تنقله في البحر وبين المدن و الدول، امتلك عزيمة و شخصية وطنية ، تربعت في ثناياه ، إذ اكتسب معارف و مهارات في المجال الفني الموسيقي العربية .
تاثره بالفن :
تأثر بمشاهير الفن العربي أمثال قدور سرارفي ، الذي يعد من كبار الملحنين في تونس، علاوة علي انه كان يملك موهبة فنية ،كما زود نفسه بمعارف قوية في مجال الفن الموسيقي.ثم عاد إلى خلية الفن للحركات الكشفية الإسلامية الجزائرية أينما ساهم في خلق محيط فني رفيع الذي سمح له سنة 1953 بإنشاء فرقة موسيقية سميت "سفير الطرب " التي صنع منها نموذجا حيا للتجنيد والحسيس، للتحضير لاندلاع الثورة المظفرة .وتعود تسمية "سفير الطرب " إلى بعض العارفين على حد القول بالمعنى (سافر إلى التراب) مما يوضح الرموز على الآلات الموسيقية والبدلة الرسمية للفرقة أثناء الثورة الجزائرية والتي كانت تحمل الألوان الوطنية الأبيض-الأحمر-الأخضر، وكلهم عزم على الاستشهاد وإيمانهم الراسخ على أن تحيا ...الجزائر حرة مستقلة مهما كلفهم الثمن .
انضمامه إلى الثورة الجزائرية
وحين اندلعت ثورة التحرير انضم الشهيد "علي معاشي" الى صفوف الحركة الثورية، لمواصلة الاتجاه الطبيعي لتاريخ وموعد الثورة ويعد من المناضلين الاوائل المتمسكين بالافكار التحررية الراسخة في اذهانهم الداعية الى الاهتمام بالقضية الوطنية حتي النصر
القاء القبض عليه
في اواخر شهر افريل من عام 1958 القت السلطات الفرنسية عليه القبض ، سجنوه وعذبوه ،الى غاية يوم الاحد08 جوان من نفس السنة كان على موعد مع القدر، حين اخذته القوات العسكرية واثنان من رفقاءه الى اعالي المدينة بالمكان المسمي "الصنوبر" غير بعيد عن حيه ،على الطريقة المستعملة "العمل المرهق للحطب" ونفذت في حقهم الاعدام برصاصات كانت كافية لوضع حد لحياتهم الدنيوية، ولكنهم اشتروا بدمائهم وانفسهم جنة الخلود، فلم تكفيه المستعمر حرقة الموت،حتى ان حولوهم الى ساحة (كارنوا سابقا) حاليا "ساحة الشهداء على متن شاحنة عسكرية امام مرئ ومسامع الجميع لمواصلة العرض المثير بالطريقة البشعة التى علق بها من رجله "بمشذب الجزار" مثلما تعلق الشاة حوالي الساعة الخامسة و العشرون دقيقة من مساء يوم الاحد، حيث دعموا المعمرين للفرجة...و الفرح، وارغموا جميع فئات الجزائريين والجزائريات منهم المتمدرسين على المرور بالرواق الذي صنعه الجيش لمشاهدة المشهد الرهيب، والمرعب ...البشع ، كي ياخذوا العبرة ممن ينتهك حرمات فرنسا، ثم بعد العرض رموابهم الى مكان خال يقال رموهم اكلة للكلاب، ما سامح الله فرنسا العجوز على ما فعلته منذ ان وطاة اقدامهم الارض المقدسة، ارض الشهداء. بكت المدينة وارتوت الشجرة وحزن العود واوتاره على ما فعلته القوات الاستعمارية في حق أبرياء، ذنبهم أنهم أحبو الوطن وتفننوا في حبهم و إخلاصهم له.
انغام الجزائر "كلمات تلحين وغناء الشهيد علي معاشي"
يا نــــــــــــــــاس امـــــــــــــــــــــــاهُ حبي المختــــــــــــــــــــــــــــار
يا نـــــــــــــــــاس امــــــــــــــــــــــاهُ عزي الاكـــــــــــــــــــــــــــــــبر
لـــــــــــــــــــــــــــو تســـــــــــــلوني نفرح ونبشــَـــر
واقول بلادي الجزائر بلادي الجزائر
ياسايح هـــــــــــــيا نتعـــــــــــــاهد ويـــــــــا اللـــــــــــه بيـــــــــــــا
نستبركــــــــــو بسيــــــــــدي راشد في قسنطيــــــــــــــــــــــــــــــــة
تمشــــي و بعــينك اتــــــــتشاهد مــــــــــناظر زيـــــــــــــــــــــــنة
تستعرف برجال الـــــــــــــــعاهد و الكلــــــــــــمة الرزينـــــــــــــة
ترى قصة للباس الاســـــــــــــود بـــــــــــــنت قسنطينــــــــــــــــــة
تفرح اتسعد واتعــــــــــــــــــــارد اترجــــــــــــع لينــــــــــــــــــــــــا
يا ناس امـــــــــــــــــــاهُ
ويلا مزال باقي مشــــــــــــــــــتاق بغيور قطرنا شــــــــــــــــــــــــهور
الى سمحيني نامر الســـــــــــــواق وانقوله دور الوهـــــــــــــران دور
تستغل للفن لاكـــــــــــــــنت ذواق يا كاهوى القصبة ما يــــــــــــــــــبور
سيد الهواري نمشـــــــــــــــو رفاق قبل ماتقطع الـــــــــــــــــــــــــبحور
ويلا تخلف عليك لـــــــــــــــــتفراق قبل ماتركب فالبـــــــــــــــــــــــــبور
يا ناس امـــــــــــــــــــاهُ
ارواح تشوف بلاد الصــــــــــــحراء ابلاك تنـــــــــسا الي فــــــــــــــــــات
بلاد الغزال واعشت التمــــــــــــــــرة ازيـــــــــــــن الــــــــــــــــــــبدويات
ارجالها ملاح اثــــــــــــــــــاني شكرا ما تمثــــــــــــلهم هيـــــــــــــــــهات
يعرفو للقمنــــــــة والقصــــــــــــــرى وين قـــــــــــــــلت اقولو مشـــــــات
رعيان اتغنى على السمـــــــــــــــــراء خيـــــــــــــــــــــــــر النيلــــــــــيات
يشعلو في قلبك جمـــــــــــــــــــــــراء يربـــــــــــو لك ليعــــــــــــــــــــات
يا ناس امـــــــــــــــــــاهُ
تورى نمشو الارض الجبــــــــــــــال ثم نرى اشيـــــــــــــاء القبائــــــــــل
ونزورو اخواننا القبائـــــــــــــــــــــل اهل الخـــــلاص واهـل النيـــــــــــة
اهل النـــــــــــظام واهل الكمــــــــال والحركــــــــــــــات الكليـــــــــــــــة
ابلادهم ديمــــــــا حب العمـــــــــــــل و التقــــــــــدم العصــــــــــــــــــرية
يا ناس امـــــــــــــــــــاهُ
بعد الي شاف ابلادي وبلادي و بهاها سالت السايح على نظـــــــــــــــرته
قال كل الي ما انزور عصمتــــــــــها و ما يتفكر فيهــــــــا ذكريتــــــــــــه
من بعــــــــد غيـــــاب عليـــــــــــــه اويخصــــــــــــص لها زيارتــــــــه
اوفوت على اسقافـــــــــــــــــــــــــها اكثــــــــر من مر في نزهتـــــــــــه
كلمت احب اقول خلقت فيهـــــــــــــا اشحــــــــال من اني ملكتـــــــــــــه
اشكون الي ماحب يعشر فيـــــــــــها اينــــــــوي فيها طول احيــــــــــاته
مدام باقي عســــــاس عليـــــــــــــها سدي عبـــــد الرحمان و ابركتــــه
يا ناس امـــــــــــــــــــاهُ
