البدايات و النهايات في العمل
التربوي و الاداري
البدايات
أساس النهايات أي أن المقدمات حتما تفضي إلى
نتائج كما أن البذرة تعطي شجرة و الشجرة تعطينا ثمارا..
لكن
إذا لم نحصل على الشجرة أصلا فكيف نتذوق ثمارها؟
سنتساءل عن عدم
نمو البذرة إلى الشجرة؟
- و
لقد عبرنا مجازا بالشجرة على مؤسسة تربوية معقدة فيها اصنافا
من الموظفين و العمال و الاداريين و طلبة..
بشر لكل منهم طابع و سلوك و عقلية و شخصية مختلفة، و تسير بالقانون
ماليا و بيداغوجيا و تربويا و إداريا و ماديا(المرافق) .
و هذا التعقيد يتطلب من المدير ان يكون ذا
كفاءة(خبرة و علم) و شجاعة و نباهة في
اتخاذ المواقف الحازمة في حل المشكلات..
أما إذا كان
يفتقر إلى أحد هذه العناصر فحتما سوف ينعكس ذلك على شخصه و يجد مشكلة في إدارة
المؤسسة بنجاح.
-
أما البذور فهي الأعمال اليومية و التخطيطية من اجتماعات و
تحفيزات و نشاطات علمية و ثقافية و اجتماعية و علائق بشرية معقدة تحكمها الواجبات
و الحقوق و الجزاء و العقوبات.
- و
أمّا الثمار فهي بالتحديد الانسجام البشري و النجاح في تحقيق
الأهداف المنوطة بالمدير و معاونيه.
- و
ليس النجاح هو فقط نجاح التلاميذ في
الامتحانات العامة التي جرت العادة ان تقاس به المؤسسة هل هي جيدة أم غير جيدة؟! بل
النجاح الحقيقي هو جو الانسجام العام الذي يسود بين جميع أطقم المؤسسة التربوية و
كذا الانسجام بين الطلبة و مدى التعاون الدقيق بينهم في السراء و الضراء و مدى
احترامهم لأساتذتهم و من يوجههم.
الاجابة
على السؤال:
للإجابة على هذا السؤال(عدم
نمو البذرة إلى الشجرة؟)الذي يبدو سهلا بينما هو معقد إذا تناولناه من الناحية
التحليلية العلمية.
لأن الاجابة ستكون بناء
على تحليل سلوك صنفين من الناس
الصنف الأول هو الصاحب
العقلية المسطحة و العشوائية و الصنف
الثاني عكسه تماما صاحب عقلية علمية منظمة.
1-
الصنف الأول:
موظف صاحب شهادة جامعية بالإضافة إلى
شهادة التكوين في مجال ادارة مؤسسة تربوية معقدة التركيب و البنيات لأنه مسطح التفكير متسرع غير
منظم في عمله و لا يمتلك علم و فنون التسيير
، و يفتقر إلى الصبر و المصابرة و الارادة القوية و العزم و الحزم في اتخاذ القرارات
الصائبة قانونا ،فيقع نتيجة لذلك في
معضلات و يفقد الاحترام و التقدير و يشيع في مؤسسته العشوائية و عدم الانسجام وعدم
الانضباط.. فسلوك المدير شاء أم أبى ينعكس على تصرفات مرؤوسيه المقربين..
يقول أحد المديرين القدماء كنت كلما
دخلت صباحا أو مساء إلى بهو الادارة و الكل في مكاتبهم كنت ألقي بصوت مرتفع و مسموع
قائلا :السلام عليكم ورحمة الله و طبعا كان يرد التحية من سمعها، فأردت أن أجرب مدى
تأثيري في مرؤوسيَ فبدلت التحية : بأن اضفت إليها بعد السلام عليكم ورحمة الله : صباح النور، فبعد مدة صار كل من
في المؤسسة يردد التحية بملحقاتها.
2-
الصنف الثاني :
عكس الأول منضبط في حضوره دقيق في
معاملاته حازم في مواقفه و إنساني في معاملاته حريص على نفع الجميع و مساعدتهم في
اعمالهم و دفعهم إلى الاجادة صبور و منظم، يعلم ما يقول و بسمع قبل ان يقول و
يتصرف بعلم و دراية مستأنسا بأدوات التسيير :كالقانون وكالاجتماع العاجل لحل
المعضلات و الاجتماعات. الدورية للتكوين و الانجاز.
فهذا المدير مؤسسته ستكون لا محالة
ذات ثمار يسودها النجاح الفعلي و الانسجام و الاحترام و قوة العلاقات بين
الاجتماعية و التربوية.
جمال بن السايح(أبو أنفال)
02 صفر 1444 هـ الموافق لـ 29/08/2022