Image djamal_hikma1
BASMALA

المعلم الناجح The successful teacher




أخي المربي :كيف تصير ناجحا في عملك

قال تعالى: { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (سورة المجادلة 11)

السلام عليكم و رحمة الله

يشرفني أن أهمس في أذنك أنتَ (المعلم المربي) و أنت ( أيتها المعلمة المربية) - يا صناع الأجيال و بناة المجد و الحضارات ، فأقول لقد شرفك الله و اختارك من بين ملايين الناس لتكون مربيا و معلما ،على طريق الأنبياء ،قال صلى الله عليه  وسلم (إنما بعثت معلما).
و طوبى لأمير الشعراء شوقي تعبيره الموفق :

قم للمعلم وفِّه التبجيلا
                                    كاد المعلم أن يكون رسولا

إذا عرفت منزلتك و عرفت نعمة اختيار الله  لك ، ارتفعت همتك و زاد حماسك، لتبلغ الهدف المنشود و هو تربية الأجيال  بالقدوة قبل المعلومة .
و اعلم بان كل عمل كبير النجاح فيه منوط بركيزتين هامتين و هما :
1.   الإخلاص: و أعني به التجرد في العمل بحيث لا يضرك بعده قدح و لا يغريك بعده مدح .
2.   الصواب: و اقصد به التميز و الكفاءة و لا يتمّان إلا بالاجتهاد في بناء الشخصية المربية للمعلم التي هي مزيج بين شخصية الأب الحاني(الرحيم) و القائد الموجه و القدوة و هما الخصلتان اللتان ذكرهما الله عز و جل في سورة الكهف: { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } (سورة الكهف 65).
و و الصواب  الذي اقصده هو معلومة صحيحة و وسيلة نافعة و بيداغوجية مسايرة و سلوك متزن و ابوة حانية.




الطالب(التلميذ) أمانة وضعها الأولياء بين يديك ، فلتصن الأمانة و لتحسن إليها و تتعهدها تعهدك للنبتة الصغيرة حتى تنمو طبيعية فيشتد عودها  و تقوى بفضل نصائحك و توجيهاتك ودوام متابعتك و مراقبتك فأنت راعي أمين لا يغفل عن رعيته الصغيرة .

أخي المربي أختي المربية ،لستما منفردين في حمل العبء فللأولياء نصيب و للزميل نصيب و للمدير نصيب و للناظرو المستشار التربوي نصيبا و لكل عون من الأعوان في المدرسة(ثانوية كانت أو متوسطة) نصيبه من التربية و التعليم كل في مستواه .
لكن النصيب الأوفر و الأثقل و المباشر و المؤثر دوما  و الأعلى سقفا هو نصيبك  أنت أيها المعلم..


 و يرى كثير  من العلماء ، ممن مارسوا التربية و التعليم أنه كي يكون المعلم  ناجحا أن يتحلى بصفات التالية:

1.   مقتحما لأسوار القلوب:

 فالمعلم الناجح يجيد لغة القلوب يغرس المحبة في نفوس الطلاب ، أي يجيد بناء علاقات إنسانية مثمرة.

2.   مستقر نفسيا :

3.     المربي  لا يتعامل مع آلة  صماء ،بل مع إنسان (الطالب) و الناس طبائع إنسانية معقدة تتطلب خبيرا سويا، يملك قدراً من الاستقرار النفسي، فلا يكون متقلب المزاج سريع التغير مضطرباً أو يعاف من وحدة انفعالات أو سوء ظن وحساسية مفرطة، فضلاً عن بعده كل البعد عن العقد النفسية. التي هي نقيصة في حقه عليه محاربتها و تهميشها في حياته لأن الطبيب المريض لا ينفع علاجه و نصحه. 

4.   يتقن الحوار المتوازن

5.   حيث إن التربية ليست عملاً من طرف واحد، وليست تعاملاً مع آلة صماء ومن غير اللائق أن يعود المعلم الطالب إلى شخص مهمته أن يحسن الاستماع والاستقبال دون ان يتفاعل و يفكر و يقبل و يرفض، بل لابد من تعليمه فن التوازن الاتصالي؛ فالتربية عملية شحذ للفكر و حوار بين طرفين.

6.يتحلى بالتفاؤل:

المعلم القائد لا تكسره الرياح العاتية بل يملك المرونة الإيمانية التي تمكنه من استيعاب الغير و الظروف التي تكيفه لا تتلفه يستطيع و التغلب على الصعاب و اليأس و القنوط من الطلاب الفاشلين او ظروف العمل القاسية ،فالتفاؤل و محاولة البحث عن الحلول الواقعية  لمشكلات التلاميذ امر متوفر ويسير لمن احسن استخدام العصف الذهني.

و انظر إن شئت إلى الحوار الرائع بين رب العزة و سيدنا إبراهيم عليه السلام : { قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ } (سورة البقرة 260) .

و أصارحك في عصرنا الذي تسارع بفضل الليزريات و الألياف الضوئية و..و.. و.. صار عالمنا قرية كونية و مع التقدم الرقمي التكنلوجي الرهيب  هذا، على المعلم ان يجدد وسائله، و طرق تفكيره(فحياتنا من صنع افكارنا)،فالجمود على النصوص و العادات مقتلة للمربي المعلم.

و ليعلم بان عملية التعليم بقدر ما صارت سهلة بتوفر الوسائل التقنية المساعدة صارت اكثر تعقيدا من ذي قبل بسبب تحديات العصر من وسائط و وسائل التواصل الرقمي و الإلكتروني و بالتالي لا يزيل هذا التعقيد إلا استيعاب المعلم لعدة أشياء:

أولا : أن يفقه تطبيق نظرية التعليم التشاركي و التفاعلي و عن بعد هو الوسيلة الناجعة و المجدية  للوصول بطلابه إلى امتلاك الكفاءة المرجوة ، مهما كان التخطيط و المناهج و الكتب و الوسائل يبقى أداء المعلم بحيويته و إدارته لأجواء الصف هي الوسيلة الأنجع.

فعلى معلم اليوم ان يمتلك صفحة فيسبوك او تويتر و صفحة 

يوتوب على الأقل و هو أضعف الايمان.


و يقول الماوردي رحمه الله  في كتابه أدب الدنيا و الدين :فيما يعين على فهم العلوم و تعلمها:

و اهلم ان للعلوم أوائل(مقدمات) تؤدي إلى اواخرها(الخاتمة)، و مداخل(المضامين) تفضي إلى حقائقها،فليبتدئ طالب العلم باوائلها ليفضي (يصل) إلى حقائقها و لا يطلب الآخر قبل الأول و لا الحقيقة قبل المدخل، فلا يُدرك الآخر قبل المدخل و لا يعرف 
الحقيقة ، لأن البنَاء على غير أسٍِ لا يبنى ،و الثمرُ من غرْس لا يُجْنى.

ثانيا : ان يعلم انه لا يملك المعلومة وحده بل يفترض فيه انه يملك دقها  وصحتها  و منهجية استخدامها. و لا يتم ذلك إلا بالبحث و التقصي و القراءة الفاعلة.

ثالثا: أن يثقف فكره فلا يعقل ان يطلب من  طالبه ان يفكر و هو لا يتقن التحليل و الاستنباط، و خلاصتها يستوجب على المعلم ان يعمل عمل النحلة مكملا نقصه في شتى العلوم الحديثة فلا يكون ناجحا و لا مؤثرا من كان يتقن فنه فقط ، بل لا بد من اطلاعه على  العلوم النفسية و التربوية و الطرائقية  و علوم البرمجة اللغوية العصبية و نظرياتها و اختيار الأنسب منها لمادته ، كما عليه ان يتقن فنون و تقنيات التواصل عبر الانترنيت ، ابتداء من الصندوق البريدي (إيميل) إلى الواتساب و الفيبر و مهارة خاصة في استخدام الكومبيوتر و الانترنيت عموما.


لست أريد الإطالة عليك ، بل أود ان أهمس في اذنك اخي المربي لا بد لك من تنشد التميز و الظهور فينعكس هذا علة ادائك و بالتالي على زملائك و تلامذتك.
و لا تنس انه:

ليس الخـلائـقُ كلـُهـم أكـفـاءُ /// لايستوي الجهّال والعـلماءُ

لايستـوي نبـعٌ تـرقرقٍ مـــــاؤه /// يروي الأنامَ وصخرة صـمّاءُ

دومـاً يموت الجاهلـون بجهلهــم //// والعالـمـون بعلمـهـم أحياءُ

ثق دوما بنفسك و بأهمية المهمة العظيمة التي تقوم بها ،فأنت تؤدي اشرف مهنة في الحياة ، أي نعم هي من اقسى و اصعب المهن لكنها من اشرفها و انبلها و اعلاها على الاطلاق..

                أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي    يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
                                          
صدق شوقي رحمه الله .




تشديب وجمع و ترتيب  الأستاذ جمال بن السايح 
– مدير ثانوية سابقا
الأغواط في :2018/02/04


Share:

نجوم



Al_Ihtiram
Image جمال

اليومية

Imagedjamal
Image and video hosting by TinyPic

يمكنك تغيير البلد و المدينة مباشرة بتحريك المصعد



Image and video hosting by TinyPic الأغواط

مدينة الأغواط

الساعة و التاريخ بالجزائر

مرحبا

مرحبا

وصف المدونة

مدونة تهتم بالفكر التربوي، بالإبداع التربوي و الإداري ، بالشخصيات التربوية، بأسرار التفوق ، و النجاح، ، بالفيديو التربوي، و بالصورة التربوية.

جديد/مدونة الدعاء الجميل إضغط على الصورة

الدعاء الجميل
تحويل التاريخ الميلادي إلى الهجري و العكس

مدونة كتب تهمك

الدعاء الجميل

مكتبة الدكتور الصلابي/اضغط على الصورة

أحدث المواضيع

الاكثر قراءة