طفولة
جسم أم طفولة العقل
قال النبي صلى الله عليه و سلم للأعرابي
بعدما أعطاء هبة هل أحسنت إليك؟
قال الأعرابي لا ولا اجملت.
فزاده النبي فقال الأعرابي الآن فقد أحسنت
العطية و أجملت(وفيت).
حوار جميل و تصرف حكيم من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم..
النبي الكريم شخصية كملت لها المحاسن و
المزايا فصار نموذجا و أسوة حسنة لمن أراد التأسي.
أما الأعرابي فرجل مثلنا يحمل بين جنبيه
سمات الطفولة
يرضى يفرح بالكثير و يمتعض ويغضب من القليل.
ليس الأعرابي فقط ،فكلنا يحمل بين جنبيه هذا
الكائن الخفي الذي يسمى الطفل و إن كنا نخفيه بين جوانحنا و لا نعترف به و نستحي
منه،لكنه يغلُبنا عندما يفصح عنوة عنا عن نفسه ،وفي مناسبات و مواقف متعددة،
طبعا نحن لا نعترف بذلك لأن الطفولة في
نظرالكثير هي عمر زمني مر و فات وتجاوزناه ، هذا صحيح إلى حد ما ،لكن الطفولة ليست
عمرا زمنيا فقط ،بل هي عمر عقلي كذلك ،فالطفل يلازمنا جميعا و بصورة دائمة ،و دليل
ذلك اننا عندما نغضب من شيء (كما فعل الأعرابي) و نتصرف بسلوك غير معتاد منا ينعتُنا
غيرنا من الناس بان هذا السلوك صبياني.
فكلنا يحمل في حنايا نفسه هذا الطفل الذي إذا
اتزن و تعقل وصبر و تصرف بحكمة صار رجلا و
إذا أتى بعكس هذا كله رجع طفلا..