لماذا احترم هذا الرجل غريغور مندل؟
أحترم
هذا الرجل إنسانيا و أجله علما و تقديرا لجهوده في مجال الوراثة،كان راهبا نمساويا
و عالما نباتيا في الوقت نفسه و استاذا لعلم التهجين في ثانويات برن..قضى فترة
طويلة في تجاربه على التهجين الوراثي في حديقة كنيسته وقد اختار قطعة ارض صغيرة (35x7)مترا اي(245)مترا مربعا،و عمل على نبتة البازلاء و لما فرغ دوَّن ملاحظاته في كشكوله
الخاص:
و في سنة 1866 أخرج البحث إلى النور حيث قدم مندل محاضرتين عن استنتاجاته
لجمعية العلوم الطبيعة في برنو، فنشرتها في العام التالي تحت عنوان «تجارب على
وراثة النبات.»
لم يعمل مندل على الترويج لعمله.
مولده و مسيرته الدراسية:
ولد
غريغور يوهان مندل، في بلدة بالنمسا. كان والداه مزارعين فقيرين، وكان مندل طالباً متأخرا بالدراسة، وتقدم مرتين لامتحان يؤهله لتدريس بالثانوية لكنه فشل. ولما كان كثير من
المدرسين آنذاك كهنة، دخل مندل عام 1843م (دير القديس
توماس في برنو بالنمسا -(برنو الآن في تشيكيا)- وعمره في ذلك الوقت كان25 عاماً، وأصبح
قسيساً.
كان
الدير في ذلك الوقت، مركزاً علمياً بالإضافة إلى كونه مركزاً دينياً؛ فالتقى مندل
بالعديد من العلماء البارزين هناك. وفي عام 1851م، ابتعثه الدير لدراسة العلوم والرياضيات في جامعة فيينا الشهيرة.
انتخب مندل عام 1868م رئيساً للدير. ومنذ ذلك الحين قيدت
مسؤولياته الإدارية من فرص الاستمرار في المزيد من البحوث .
ابحاثه في التهجين الوراثي
وقد
وجد أن للبازلاء العديد من الصفات المنفصلة ومنها:
لون
الزهرة :أبيض أو بنفسجي.
موقع
الزهرة : طرفي أو محوَري.
لون
البذرة : أخضر أو أصفر.
شكل
البذرة : مجعد أو أملس.
شكل
الثمرة : متخصر أو منتفخ.
لون
الثمرة : أصفر أو أخضر.
طول
النبات : قصير أو طويل.
قوانين مندل الوراثية:
أي صفة في الجسم ممثلة بزوج واحد من الجينات متقابلان على السلم الحلزوني
وهذا
الأليل إما أن يكون ذا طبيعة غالبة (سائدة) أو مغلوبة (متنحية). ولا
يشترط أن يكون جينا الصفة الواحدة من نفس الطبيعة فقد يكون أحدهما ذا طبيعةٍ سائدة
والآخر متنحي، أو أن يكون كلاهما من طبيعة واحدة.
لكي تظهر تلك الصفة في الجيل
القادم يكفي أن يكون أحدهما ذا صفة سائدة ومن البدهي أن يكون تأثيره على عدد أكثر
من الأبناء لو أن الجينين يحملان الصفة السائدة. أما أن الصفة المتنحية فلكي تظهر
في الجيل القادم يجب أن يكون جيناها من النوع المتنحي. وبمعنى آخر أن جيناً واحداَ
متنحياً لا يستطيع التعبير عن نفسه أو الظهور في الجيل القادم.
وضع
مندل اثنين من القوانين الوراثية سمي القانون الأول بقانون مندل الأول (قانون
انعزال الصفات)، والتي تتحدث عن انعزال الأليلين في جين الصفة الواحدة أثناء عملية الانقسام المنصف وتكوين الجاميتات. أما قانون مندل الثاني (قانون
التوزيع الحر) والذي ينص على انفصال أليلي الصفة الوراثية وتوزعهما بصورة مستقلة
عن أليلي الصفات الأخرى أثناء عملية الانقسام المنصف.
فهاجمه
علماء عصره و كان اقساهم في ذلك الوقت شيخ التهجين العالم النباتي الكبير كارل
نايجيلي الذي سفه تجاربه و نعته بالملعون لأنه مزج بين البيولوجيا و علم
الاحصاء(الرياضيات) فلم يستطع نايجيلي فهم تحليلات ماندل وكذالك فعل داروين و كثير
من علماء عصره ..و تمر الأيام و السنوات (34سنة) ليكتشف ثلاثة من العلماء
(البلجيكي هيجو دوفريه ( Hugo de Vries)و الألماني كارل كورينس(Carl
Erich Correns)
و النمساوي فون تسلماك(Erich von Tschermak) )
منهم
كارل كورينس Carl Coréens الذي قال أن بحث مندل في الوراثة كان سابقا
لعصره و أطلق إسما على ابحاثه: قوانين مندل الوراثية
و
لم يعش مندل ليرى نتائج بحوثه فقد مات سنة1884 بينما اكتشفت ابحاثه في سنة 1900 و
سمي مندل بأب الوراثة le père de la génétique.و بعد أن عرف فضله و اقيم له تمثالا تخليدا
لجهوده و انتشر اسم مندل عبر الزمان و المكان و نسيت اسماء الأخرين الذين سخروا
منه..
اولا: حاجة نسجلها أن الرجل كان راهبا و بمفهومنا الديني كان مندل ينزع إلى التدين و يرنو إلى الصفاء الروحي و الصدق الانساني، و الدين عموما يدعو إلى التميز الأخلاقي و الروحي و العملي و من هنا كان نجاح مندل كعالم دين و عالم احياء، فاجرى الله على يديه اكتشافا عظيما و صار أبا للوراثة (اي المؤسس لها).
ثانيا :رغم عزوف الكثير من معاصريه عن بحثه و تشككهم في النتائج التي توصل إليها و استغرابهم لاستخدامه للرياضيات مما جعلهم يسمونه بالعالم المارق الذي خرج على قواعد البحث التي تناصوا عليها،فإن مندل بقي مصرا على بحوثه بدليل انه نشرها في مجلة العلوم البريطانية و راسل العديد من علماء عصره البارزين منهم داروين الذي أهمل المراسلة و نايجيلي الذي لم يستسغ تماما عمل مندل و طلب منه أن يحقق النتائج على نبتة (حشيشة الغراب)اسمها العلمي(Hieracium).وهي تتكون من 12100 صنفا و هو تعجيز واضح حيث لم تتطابق النتائج مع نتائج الجلبانة فضلا عن صعوبة الزراعة و تعدد الأصناف مما اربك مندل
الأمين العام لجمعية تاريخ برن، و حيث أكد ان مندل حتى يوم وفاته ظل يعتقد ان ابحاثه صحيحة و علمية مئة في المئة و أن يومه قادم .
ثالثا: قد يسبق الانسان في بحوثه علماء زمنه فلا يفهموه فلا يبتئس سياتي اليوم الذي يهيل الله الغبار عن هذه البحوث فتطور العلوم سيكشف اهمية بحثك و اكتشافك فمع تطور علم الانقسام و اكتشاق التضاعف الميوزي(الانقسام المنصف) عاد العلماء إلى بحث مندل.
و هذا الذي جعلني أحترمه و اجله
الخاتمة
استفادت
البشرية و لا تزال من ابحاث مندل التي وضعت الأساس العلمي لعلم الوراثة كما نراه
اليوم حيث استفيد من علم الوراثة في تحسين الانتاج الزراعي و الحيواني و في مقاومة
الأمراض و صناعة الأدوية...
جمال بن السايح