الحرب النفسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
مئات الآلاف من التغريدات التي تصدر يوميا
على مستوى العالم تبث الشائعات والمعلومات المغلوطة لمحاولة ضرب الاستقرار وإثارة
الفتن الدينية والإثنية، والتشكيك في قيادات بعض الدول من أجل إثارة الفتن وخلق
نوع من البلبلة،
ويأتي خلف ذلك العدد المهول من الأكاذيب اليومية أجهزت استخبارات لدول
كبرى من خلال لجان إلكترونية متخصصة في هذا المجال فقط، وهذا ما يطلق عليه حروب
الجيل الرابع،وتعد حرب( الجيل الرابع) هى التطور للحرب النفسية التقليدية.
لم تنتبه الشعوب العربية مع بدء استخدامها لمواقع
التواصل الاجتماعي انها ستتعرض لحرب من نظام جديد(عليه حروب الجيل الرابع)، وهو
التطور الحقيقي للحرب النفسية التقليدية، والتي كانت تتم عن طريق نشر الاكاذيب عبر
وسائل الإعلام، أو عن طريق الطابور الخامس(العملاء و الخونة) في بعض الدول، حيث
يبثون الإحباط ونشر الأخبار الكاذبة في أماكن التجمعات، وذلك خلال الحروب التقليدية،
مثل الحرب العالمية الثانية، واستمرت تلك الحرب النفسية التقليدية حتى احتلال
العراق في عام 2003، وقد حققت العديد من النجاحات فى هذا الوقت.
ومع تطور التكنولوجيا المعلوماتية، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي،
بدأت تتطور الحرب النفسية، بل إن أجهزة الاستخبارات التي تعمل في هذا المجال وجدت
ضالتها في كيفية ايصال الرسالة المطلوبة الى التجمعات الشبابية في ثانية واحدة
لتنتشر بعد ذلك كالنار في الهشيم، وتحقق الهدف المطلوب منها.
و إذا عرفنا أن العالم مكون من:7.524 مليار شخص فى العالم. وأن
- حوالى 3.819 مليار شخص يستخدمون الإنترنت.
- و ما يصل إلى 3.028 مليار شخص نشطين على شبكات التواصل الاجتماعى.
- و حوالى 5.052 مليار شخص يمتلكون هواتف محمولة.
- هناك 2.780 مليار شخص يستخدمون الهواتف لتصفح شبكات التواصل
الاجتماعى.
إن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي سلاح شديد الفتك ووسيلة قوية
تستخدمها الحرب النفسية الحديثة بسبب اقبال الناس الكبير علىها و سهولة التوجيه
السريع و الناجع من خلالها.
ثانياً/أهداف الحرب النفسية هي:
1. تدمير الروح
المعنوية للجيش والشعب.
2. إشاعة الفتن
والانقسامات وروح الهزيمة بين أفراد الشعب.
3. ترسيخ عقده النقص
والشعور بالعجز، واليأس والإحباط.
4. ترسيخ الاختلافات
وروح التذمر بين أفراد الشعب والقادة.
5. شل حركة العدو
بالتشويش، والإرباك والبلبلة والتشرذم.
6. إحداث فوضى
وانقسامات بين قبائل وطوائف مناطق الدولة
7. تفكيك مؤسسات
الدولة بالتشرذم والبلبلة.
8. مقدمة ضرورية
لتوجيه ضربة عسكرية، أو سياسية، أو اقتصادية أو ضربة شاملة.
9. وقد يكون الهدف
هو ترسيخ عقدة دائمة لكل الشعب مضمونها ترسيخ شعور بالنقص والعجز، والضعف، وروح
الهزيمة بشكل مستمر وذلك كما تفعل إسرائيل الآن ضد الشعوب العربية.
10. إشاعة فتـن بين
أقاليم الدولة أو أحزابها أو مناطقها أو قبائلها ... بقصد تدمير الشعب بحرب أهلية،
أي جعل الشعب يحارب نفسه بنفسه، ويدمر وطنه نيابة عن العدو...!! وذلك كما يحدث في
السودان، والصومال , والعراق , وكما يحاولون إحداثه في لبنان، ومصر، إيران،
والجزائر، وكما يحدث بالضبط في الباكستان وكما يحدث في أفغانستان ...
وما حدث بكل وضوح في العراق يوضح لنا ، أن الحرب
النفسية ليس كما يعتقد البعض هي مجرد بث إشاعات إعلامية، بل أكثر،
وأكبر من ذلك بكثير، فهي استراتيجية مدمرة كدمار أسلحة التدمير الشامل، بل أكثر
وأكبر والدليل على ذلك ما أحدثته الحرب النفسية الإسرائيلية ضد العرب طوال مدة
(60) سنة فأصابتهم بالوهن والعجز الشامل وفي جميع الميادين: العسكرية، والسياسية،
والاقتصادية، والعلمية، والاجتماعية، والسيكولوجية، والمعنوية،
بل وأفدح من ذلك إشاعة فيهم روح الأنانية والفساد الخلقي بين بعض
الحكام والمسؤولين فجندتهم كعملاء يدمرون شعوبهم نيابة بوعي
او بدون وعي ،حيث أداروا ظهورهم لمصلحة الشعب والوطن، و خدموا مصالح
عدوهم..
كما أن هذه الحرب النفسية موجهة أساسا إلى الشعوب لزعزعة الثقة بين
أفرادها و بينها و بين حكامها ،مما يؤدي إلى سهولة توجيهها و القضاء
على مقوماته الدينية و الثقافية و الاجتماعية بنشر الانحلال الخلقي و
مظاهر الفساد و التمرد على النظام.
