محمد رسول الله

المولد النبوي الشريف لعام 1440هــ الموافق لـ 2019/2018

يا رسول الله:

اسمحلي أن اقدم لك التحية العطرة المباركة في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة و هذا الشهر المبارك شهر ربيع الأول شهر الذي ولدت فيه،فاقول :

 السلام عليك و رحمة و الله تعالى و بركاته

اسمحلي يا رسول الله أن اعتذر لك فيهما عن تقصيري تجاهك و تجاه سنتك.

اسمحلي يا حبيب الله ان أعترف لك بعجزي عن  التعريف بك و بسيرتك و بجهادك.

اسمحلي يا نبي الله أن  أقول لك في مثل هذه الأيام العطرة التي اضاءت الدنيا فيها بضوئك الذي  صدرت عنه الأضواء أن اعترف لك بأنني رغم تقصيري و عجزي  يغمرني فيض من حبك  يدفعني لكي أحتفل بمولدك ردءا لتقصيري و عجزي.

شخصيته:

كان النبي صلى الله عليه و سلم  أصدق الناس لهجة ، أعظمهم أمانة ، امتاز يفصاحة اللسان و بلاغة القول يقابل الإساءة بالاحسان و يعفو عمن ظلمه، و ما انتقم لنفسه

 إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله .

كان ابعد الناس عن الغضب و اسرعهم رضا،لا يرد فقيرا او محتاجا ، قال عنه صحابته ما شئل شيئا قط فقال لا.

اشجع الناس هو ..و كان أشد الناس حياء لا يشافه أحدا بما يكره حياء و كرما و ما كان يذكر اسم شخص مسلم اخطأ باسمه بل كان يقول دوما :ما بال اقوام يصنعون كذا.

كان اعدل الناس و أشدهم تواضعا يمنع من القيام له كما يقام للملوك،يزور المساكين و يجالس الفقراء..قالت عنه السيدة عائش، كان يخصف نعله و يُخيط ثوبه و يعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته)

كان أوصل الناس رحما و اعظمهم شفقة و رحمة بالناس.

كان أكمل الناس خلقا لذا مدحه رب العزة:{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }  (04 القلم).

أروع المواقف الإنسانية لرسول الله

الموقف 1: لا يعنف احدا

ركب الحسن بن علي  (حفيده) ظهره و هو ساجد يصلي فاطال النبي صلى الله عليه و سلم ،ليترك له أن يكمل لعبه و يستمتع بركوب ظهره نو عندما مل الصبي نزل عن ظهره الشريف نفسا له بعض أصحابه :لم  أطلت سجودك يا رسول الله

فقال :ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله ،

و كان الرسول صلى الله عليه و سلم أخف الناس صلاة بالناس و أطولها إذا صلى بنفسه.

ما نهاه و لا عنفه و لا ضربه بل تركه يستمتع و هذا من رحمته و خلقه المتين صلى الله عليه و سلم.

الموقف 2: يتفقد خدمه

ضعف و نحل جسم " ثوبان " خادمه ، فلفت انباه سيد العطوف .

فقال له: ما أحزنك يا ثوبان حتى نحل جسمك؟

فقال ثوبان : إني إذا لم ارك لشتقت غليك يا رسول الله و استوحشت وحشة عظيمة ،فذكرت الأخرة حيث لا اراك هناك  إن دخلت الجنة ،حيث تكون أنت في درجة النبيين العالية فلا اراك.

فربت النبي على كتفه و  تلا قوله تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا } (سورة النساء 69 - 70)

الموقف 03:يعفو عمن ظلمه

في يوم من الأيام وقف على رأس النبي  أحد المشركين و هو نائم تحت شجرة و ناداه يا محمد من يمنعك مني؟

 فاستيقظ النبي  صلى الله عليه و سلم  و أجابه على الفور : الله عز و جل

فسقط السيف من يد الرجل المشرك ، فحمله النبي بيده الشريفة ثم قال للمشرك و من يمنعك مني أنت الآن ؟

فقال الرجل : كن كخير آخذ(يعني  اسالك عفوك).

فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أتشهد أن لا إله إلا الله؟،

 قال: لا، ولكني أعاهدُك أن لا أقاتِلَكَ، ولا أكونَ مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فذهب الرجل إلى أصحابه، 

فقال لهم : قد جئتُكم من عندِ خير الناس .

أسلوبه في الدعوة

كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس برفق و لين،و كان ابعد الناس عن العنف و التعنيف ، كان صبورا حليما في دعوته و قد امتثل لأمر ربه: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (سورة النحل 125).

قال ابن القيم -رحمه الله-: "جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، -   ------1

فالمتسجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة،

والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة،

والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن.

دعوة شعارُها السماحة واللين مع المسلمين وغير المسلمين مِن عفوٍ عمَّن ظلَم، ووصٍْل لمَن قطَع، وإعطاء لمن حَرَم.

لم تكن أقواله - صلى الله عليه وسلم - هي دِعامة دعوته إلى الله؛ بل كان خُلُقه وما جُبِِل عليه من صفات حسنة مما قوَّى دعوته،

 فلم يكن - صلى الله عليه وسلم - فظًّا غليظًا، بل كان برًّا، رحيمًا، ليِّنًا، متواضِعًا، صابرًا، مثابرًا، كامل الرجولة، عذْب الحديث، محبًّا للعدل، يُعطي كلَّ ذي حق حقه، وينظر إلى الضعيف والبائس واليتيم والمسكين نظرة كلها الأبوة والمودة والعطف والحنان.

لقد لاقى محمد صلى الله عليه  وسلم اذى و صدودا و إعراضا و جفاء من قبل قومه اثناء دعوته لهم على الواحد الأحد ،لكنه صبر و لم يثنه صدودهم و أعراضهم و أذاهم عن دعوته و حتى عندما بالغوا معه في الإساءة كما حدث معه في الطائف لم يغضب لنفسه و لم يدع عليهم بل دعا لهم فقال(اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)

و قد دعا بالحكمة أي :الأدلة المقنعة الكاشفة للحق الداحضة للباطل و بين بمقياس العقل قبل الايمان بأن الصنام لا تنفع و لا تضر وقد نهج أسلوب تحطيم الصنام في القلوب قبل تحظيمها على ارض الواقع في فتح مكة صلى عليك الله ياعلم الهدى ما هبت النسائم و ما ناحت على اليك الحمائمُ

تلا الرسول كتاب الله فالتفتت/// دنياً بأكملها تصغـــي إلــــى الســـور
بطيبة َ الطيب أرسى الحق دولته/// فالكـــــون في موعد ثر ٍ مع القــــــدر 

ترى هل نحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و نحن نستشعر هذا الأسلوب الرفيع  في  الدعوة إلى الله  ونتأسى بهذا الخلق العظيم؟

منقول بتصرف

أنشودة يا رسول الله