يوم من أيام الله
 |
| الشيخ الدكتور محمد صيام رحمه الله |
رحم الله
الشيخ صيام رحمة و اسعة و غفر له ،اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده.
لقد كان يوما بهيجا يوم من أيام الله فعلا
كانت البهجة و السرور تملآن جوانحنا و نفوسنا و نحن شباب نتلهف شوقا للقاء رجلين من رجال
الدعوة الإسلامية الشيخين الشهيد محمد بوسليماني من الجزائر طيب الله ثراه و الشيخ الدكتور خطيب المسجد الأقصى سابقا محمد
صيام رحمة الله عليه. اللذين نويا زيارتنا
و حضور تظاهراتنا في مدينة القرارة بالجنوب الجزائري و ذلك في عام 1991 ، حيث كانت
الجزائر برمتها عرسا كبيرا ، و كانت تعيش
على فرحة الحرية و بداية عهد جديد عهدُ التعددية الحزبية الوليدة حديثا بل في أيامها
الأولى،
و كان كل تجمع أو تجمهر يقام في الجزائر و كانه عرس قران ، تجد
الشباب و الشيوخ و النسوة من الشباب و العجائز يحضرون التظاهرات و الوجوه تعلوها
الفرحة و السعادة، و كأننا نلنا الحرية الحقيقية
فقط في أجواء التسعينيات ..
ورحم الله سيادة الرئيس
الشاذلي بن جديد الرجل الطيب الذي كان بصدق يحب شعبه و يتمنى له كل الخير و الذي
عندما وجد الأجواء مواتية فتح له باب الحرية و التعددية على مصراعيها ، منتصرا
للجزائر و للإسلام و قضايا المسلمين و على رأسها فلسطين..
 |
| منبر المسجد الأقصى |
قلت في مثل تلك الأيام كنت أعيش بحكم عملي التربوي في مدينة القرارة
بالجنوب الجزائري مدينة الخير و الجود و الكرم ، طيب أهلها.
و كنا مكلفين بالتغطية الإعلامية و
باستقبال الوافدين و على رأسهم فضيلة الدكتور محمد صيام رحمه الله و الشهيد محمد
بوسليماني رحمة الله عليه.
و قد حضرا بالفعل منذ الصباح الباكر و كم
كانت فرحتنا كبيرة و نحن نستقبلهم عند مدخل المدينة فوق التلة العالية المشرفة على
مدينة القرارة..
 |
| الشيخ محمد بوسليماني ينشط تجمعا وسط مدينة القرارة |
و لما دخلنا المدينة توجهنا على الفور إلى أحد المقرات التابعة - لجمعية الإرشاد و الإصلاح - حيث تم إكرامنا من قبل الإخوة، و من ثم انتقلنا إلى دار أخينا بن حمودة عبد الكريم الذي استضافنا و أكرم ضيوفنا في منزل والده الرجل الطيب سي محمد الذي اشرف بنفسه على استقبال و خدمة الضيوف و توفير الراحة لهم و قد كانت الدار الواسعة غاصة بالناس من أئمة المدينة و شيبها و شبانها و ثلة من الإخوة الذين قدموا من مدينة الأغواط و بريان و غرداية و ورقلة..
يومها ألقى الدكتور صيام في الحضور كلمة جامعة جاءت بعد الكلمة الترحيبية
للشهيد بوسليماني ..و الشيخ صيام شاعر فحل
فقد كلل محاضرته بأبيات شعرية من تأليفه
اهتز لها الحضور نشوة وطربا و كان الشيخ
رحمه الله خطيبا مفوها صاحب صوت جهوري .
 |
| الشيخ محمد صيام بعد إلقاء محاضرته و بصحبته جمع من أئمة المدينة |
و في أمسية ذلك اليوم كانت له نشاطات متعددة منها انه القى درسا
بمسجد أبي بكر الصديق حضره الشيخ محمد بلخضر رحمه الله الذي كان يشرف على التظاهرة و جمع غفير من أبناء مدينة القرارة و لم أر المسجد
غاصا بذلك الشكل إلا في ذلك اليوم أي يوم زيارة
الشيخ محمد صيام رحمه الله.
 |
| الشيخ صيام يتأهب لإلقاء درسه بمسجد أبي بكر الصديق |
لقد حضرتني هذه الخواطر عندما بلغني وفاة
الشيخ محمد صيام ، فكتبتها عفو الخاطر وقد مر على الحدث ثمانية و عشرون(28)
سنة.
رحم الله الشيخ محمد صيام رحمة واسعة اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنا
بعده.
كتبه جمال بن السايح أبو أنفال
يوم السبت :11جمادى الثانية 1440-/- 16/02/2019
