هل صارت كلمة إستعمار
من الماضي و التاريخ؟
من الماضي و التاريخ؟
لكي يُثَّبت الاستعمار الفرنسي جذوره في الجزائر ،لجأ إلى عدة وسائل تماشت مع ذلك العصر ووسائله و كما أملتها العصبية الدينية و الأنانية و التاريخ آنذاك :لأن الرومان كانوا قد مروا من هنا يوما ما و هُم أجدادهم فقد كان مبررا و حافزا لهم لإعادة احتلال بلداننا بعدما جثم الانحطاط العقلي و العلمي و الصناعي على صدورنا.
ولقد كان استعمار البلدان بالقوة باستعمال الجيوش و القوة السلاح و كان استعمال الحرب النفسية في بداياته وكانوا يدفعون ضريبة الدم من أجل الاستلاء على أراض جديدة..أما اليوم و قد تطور العلم و التكنلوجيا و العلوم الاجتماعية و الثقافة عموما فقد تغيرت الحرب من ساخنة على حرب باردة و ناعمة وساترك للقارء ان يكمل الصورة في ذهنه باستعمال ذكائه و خبرته.
في الجزائر و في الماضي كانت خطة الاستعمار تعتمد على قوة السلاح و بالموازاة الحرب النفسية و الثقافية و الدينية و اللغوية. استعرض فيما يلي بعضا منها:
الحرب الدينية و الثقافية:
وتمثلت في:
1. سياسة تبشيرية تستهدف القضاء على الدين والمعتقد الإسلامي،
2. إحياء كنيسة أفريقيا الرومانية التي أخذت بمقولة .
3. معاداة العروبة والإسلام،
4. محو اللغة العربية، وطمس الثقافة العربية والإسلامية،
5. بإغلاق المدارس والمعاهد الإسلامية
6. ، مع بداية القرن العشرين عمد إلى منع تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة أجنبية،وعدم السماح لأي شخص أن يمارس تعليمها إلا بعد الحصول على ترخيص
7. نشر الثقافة واللغة الفرنسية، واشترطوها في كل ترقية اجتماعية
8. عمدوا على الفصل بين اللغة العربية والإسلام،
9. ترويج لفكرة أن الجزائريين مسلمون فرنسيون.
سياسة فرق تسد:
و تمثلت في:
1. ضرب الوحدة الوطنية الجزائرية بين العرب والبربر، فأوجدوا تفسيرات مغرضة وأحكاما متحيزة لأحداث التاريخ الجزائري، ومنها أن البربر كان من الممكن أن يكون لهم مصير أوروبي لولا الإسلام، واعتبروا العنصر البربري من أصل أوروبي، وحكموا عليه بأنه مُعادٍ بطبعه للعرب، وسعوا لإثبات ذلك من خلال أبحاث ودراسات تَدَّعِي العلمية، وخلصوا من هذه الأبحاث الاستعمارية في حقيقتها إلى ضرورة المحافظة على خصوصية ولغة منطقة القبائل البربرية بعيدًا عن الانسجام العام في الجزائر.
2. ضرب الوحدة الوطنية و القبلية والأسرية
3. الترويج للهجات المحلية واللسان العامي على حساب اللغة العربية،
4. واعتبار اللغة العربية الفصحى في الجزائر لغة ميتة و حاربوها بشراسة بمنع تدريسها .
هل انتهى الاستعمار و صار تاريخا يقرأ؟
أقول لا لم ينته الاستعمار و إنما تشكل في صور جديدة ،بعد تطور العلم و التكنولوجيا و الأفكار و الوسائل ،لقد اصبح الاستعمار يتفنن في كل مرة في كيفية السيطرة على الدول المتخلفة اقتصاديا و علميا،
و نظرا لأن أسباب الاستعمار لا تزال قائمة و ستبقى فإن الاستعمار سيضل جاثما على امتنا الإسلامية .
و من وسائل اليوم:
1) الحرب الإعلامية عبر القنوات التلفزيونية و المنشورات
2) عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي هي وسائل إعلامية فتاكة وسريعة عابرة للقارات.
3) عبر جيوش من رجال الخفاء و مجموعات الضغط من أبناء جلدتنا تربوا في مخابرهم و مدارسهم وسلطوا على الأمة في مواقع حساسة.
و السؤال الذي نطرحه لم يتسلطون على بلادنا و كيف ندفعهم؟ ولنبدأ من السؤال الأول:
ما هي الأسباب التي تدعو الاستعمار إلى التسلط علينا؟
1. جُوعُه الدائم إلى ثرواتنا المادية و الثقافية و التراثية.
2. تخلفنا العلمي و التكنولوجي و الثقافي.
3. تخلفنا الاقتصادي.
4. تفرقنا الاجتماعي و تناحرنا على السلطة و النفوذ.
5. وجود حكومات ديدتاتورية تعتمد في بقائها في السلطة على دعم الاستعمار لها.
كيف نقاوم هذا الاستعمار؟
1. أن نعيد قراءة تاريخنا و تاريخ الأمم الأخرى لنتعرف و نتعلم من أسباب النهوض و الانكسار لأن التاريخ كما قيل يعيد نفسه و هو مدرسة الأجيال.
2. بالاهتمام بالعلم و البحث العلمي ، وأن نأخذ العلم المفيد و الإيجابي من هذا الغرب و نتعلم منه ما يفيدنا ونترك مساوئه و نتجنبها قدر المستطاع(نتذكر اليابان الذي لم يأنف أن يكون تلميذا نجيبا للغرب في العلوم لا الهوية و كذا الصين التي تفوقت عليه في هذه الأيام).
3. أن نصلح أوضاعنا الاجتماعية بإشاعة أسس التعاون و التآزر فيما بيننا بالتالي المحبة بين الناس لأن التنافر يورث التناحر.
4. أن نشيع التنافس على الخير بالعمل الجاد و المستمر و ان لا نعتمد فقط على الحكومات لأن الشعوب الواعية لها الدور الفعال في إصلاح نفسها و حكوماتها (أصلح نفسك فتصلح أسرتك و بالتالي مجتمعك).
5. أن نتدافع من أجل إيجاد صيغ اتفاق بيننا(بالتنازل لبعضنا البعض) لبناء أسس سلطة و حكم مبني على العدل و التداول السلمي على حكم بُلداننا.
جمال بن السايح-أبو أنفال
27جمادى الثانية1440/ 04-03-2019
