Image djamal_hikma1
BASMALA

هل نحن أضعف من النمل؟



قالت نملة؟



عندما نرمق منزلتنا بين الأمم و نقارن انفسنا بهم و نحصي قوتهم إلى قوتنا نصاب ربما بالإحباط و اليأس ،و لعلنا نتساءل قائلين ما هي المحنة الكبيرة التي نعانيها؟ أليس من الظلم أن نتواجد في زمن الضعف و الاستكانة ؟ و لماذا كُتب علينا أن نولد في دول متخلفة علميا و تكنولوجيا و اقتصاديا؟..

نعم كثيرا ما تراودني هذه الأسئلة خاصة عندما أتذكر أننا منذ خمسين سنة على الأقل  كنا نسمع من معلمينا و أساتذتنا أننا دول نامية و في طريقها إلى الكبر و التحول إلى دول قوية مثل روسيا و المانيا  و أمريكا و قد صدّقنا في صغرنا هذه الكلمات التي كانت مخلصة و صادقة من معلمينا و الأكيد انهم كانوا يصدقون ما يتلفظون به بل يعتقدون في هذا الكلام اعتقادا جازما..

و تمر الأيام و السنون و نحن نصدق هذه الأمنيات لكننا كنا نصطدم في كل مرة  بنكسات متعددة حرب 67 ، حرق المسجد الأقصى 69 ،حرب 73 ، اتفاقيات كامب ديفيد، اتفاقيات أوسلو، الحرب اللبنانية 82...العراق – أفغانستان- ليبيا- سوريا...و اليوم صفقة القرن.

و كأننا نراوح مكاننا.. أمم كانت مثلنا او استقلت بعدنا نمت و تطورت و لا زلنا نراوح بعدُ  مكاننا لا تطور! لا تعلم!لا علم! و لا نهوض! ولا اقلاع!..ما هذا ؟ و كيف هذا؟

اكيد اننا جميعنا نعرف اليوم لماذا و كيف حدث هذا..و لست هنا لأجيب على هذه الأسئلة المعروفة فالحراك الجزائري قد كفاني هذا..
ما يهمني هو كيف نخرج من هذا؟

سأجيب عن هذا متخذا من ذكرى ابن باديس رحمه الله نبراسا فقد كان مستنير الفكر ،ذكي الفؤاد يقرأ القرآن لا ليتبرك به و يجمد على نصوصه بل كان يستقرئها جاعلا منه مصدرا يستلهم منه العبر و الحلول الناجعة التي بها يزيح الغشاوة عن قلوب و عيون الجزائريين و يجعلهم يثقون في الله و من ثمَ في انفسهم و هو الذي كان يقول دوما : (و الله لو وجدث عشرة من العقلاء يوافقونني لأعلنت الثورة على فرنسا).



بكلماته المخلصة  و النيرة و الهادفة استنارت العقول و شُحذت الهمَم و قويت السواعد  الشابة فحملت السلاح لا تبالي بضعفها أمام فرنسا فحققت النصر الذي كان يحلم به ابن باديس.

كان ابن باديس رحمه الله  يجعل من دروس التفسير مناسبة لإزاحة هذه الغشاوات و الأفكار الانهزامية و فيما كتبته الدكتورة: ليلى محمد بلخير في مقال لها عنونته (بنملة بن باديس)، حيث فسر رحمه الله آية النملة(قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18].و أوردت التفسير الرائع لابن باديس: “هذه النملة وفّت لقومها وأدت نحوهم واجبها فكيف بالإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه هذه عظة بالغة لمن لا يهتم بأمور قومه ولا يؤدي الواجب، ولمن يرى الخطر داهما لقومه، فيسكت ويتعامى، ولمن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم..
آه ما أحوجنا -معشر المسلمين – إلى أمثال هذه النملة” - انتهى كلام بن باديس.

فهذه النملة أحست رغم صغر حجمها بمسؤولياتها تجاه قومها و تحركت بعدما فهمت الخطر الداهم و نبهت مثيلاتها و لم تقل المهم انني نجوت أنا من الخطر الداهم.

هكذا تصنع الأوطان بالشعور بالمشكلات الداهمة و المسارعة إلى وضع اليد باليد لمعالجتها و حلها وربما اجتثاثها إذا بلغت حد إتلاف جسم الأمة.

جمال ابو انفال
2019/04/17

Share:

نجوم



Al_Ihtiram
Image جمال

اليومية

Imagedjamal
Image and video hosting by TinyPic

يمكنك تغيير البلد و المدينة مباشرة بتحريك المصعد



Image and video hosting by TinyPic الأغواط

مدينة الأغواط

الساعة و التاريخ بالجزائر

مرحبا

مرحبا

وصف المدونة

مدونة تهتم بالفكر التربوي، بالإبداع التربوي و الإداري ، بالشخصيات التربوية، بأسرار التفوق ، و النجاح، ، بالفيديو التربوي، و بالصورة التربوية.

جديد/مدونة الدعاء الجميل إضغط على الصورة

الدعاء الجميل
تحويل التاريخ الميلادي إلى الهجري و العكس

مدونة كتب تهمك

الدعاء الجميل

مكتبة الدكتور الصلابي/اضغط على الصورة

أحدث المواضيع

الاكثر قراءة