الدعاء هو العبادة
هو الباب الأعظم لتحقيق حاجات العباد ونيل
المطالب من كل خير ودفع المكروه والشر وحاجات الخلق،ولا يقدر على إجابة السائلين
إلا رب العالمين، فهو الذي يجيب كل سائل، ويعطي كل مؤمل، ولا تغيض خزائنه، ولا
ينفد ما عنده، وهو على كل شي قدير.
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ
الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ} {غافر:60}
وقال الإمام الخطابي رحمه الله: "معنى
الدعاء استدعاء العبدِ ربَّه عز وجل العنايةَ، واستمدادُه منه المعونة، وحقيقته
إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرّؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية
واستشعارُ الذلة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود
والكرم إليه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة.
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «إِذَا سَألْتَ
فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ» (حديث صحيح).