السيد المدير المحترم:
اخترت أن تكون
مديرا أي مسئولا و قائدا يقود سفينة المدرسة إلى بر النجاة فأنت الرُبَّان ، وأنت أكثر الناس معرفة و دراية بالسفينة(أو هكذا
يفترض فيك) تعرف حق المعرفة أركانها و
زواياها ، مواطن قوتها و مواطن ضعفها متى تسير بها و متى ترسو بها ..
و ما دمت قد اخترت المسئولية الأولى في
المؤسسة التي تديرها فأنت إذا تدرك حق الإدراك أنك المسئول الأول عن نجاح مؤسستك
،و أنك أنت الذي يدير و ينشّط و يُفعّل و يُحفز و يمدح المحسنين و يعفو عن
المخطئين و يعلم الجاهلين ويهدف بهذا كله إلى نجاح مؤسسته ويرسم لها طريق النجاح .
النجاح هو الثمرة
التي تجنيها أنت في النهاية ..لكن إعلم علم اليقين أنَّك لا
و لن تصنع النجاح بمفردك و من اعتقد ذلك فهو واهم .
إذا كيف يصل المدير إلى النجاح بمشاركة الغير
له في العمل و ليس فقط بمفرده من أجل الوصول إلى النجاح؟
نجاح المؤسسة
ينبني أساسا على العمل الجماعي و العمل التراكمي و النهج التقويمي و السلوك
العادل.كماأنه يبدأ من البداية اي من الدخول المدرسي على الأقل إن لم نقل من نهاية السنة الماضية بعد فرز النتائج و تحليلها ثم تقويمها..
و اقصد بالعمل الجماعي: أن يعمل مع الجميع و بين الجميع قائدا و
موجها و ناصحا و معلِّما كل
فريق(إداري،تربوي،عمالي) كل في تخصصه ،مع الاحتفاظ بروح التنسيق بين كل فريق في
الاجتماعات الرسمية التي تحددها التشريعات
و اللوائح المدرسية ،في ردهات الإدارة و في الأقسام .. إضافة إلى الاجتماعات
التي يبتكرها المدير للضرورة من أجل التنسيق الذي يخدم الانسجام و التفاهم و عدم
التضاد و سرعة التنفيذ، و جميل جدا أن يغتنم المدير مناسبات مجتمعية (فرح ،ترح)
ترتبط بالموظفين عموما ليرسخ مفهوم الأسرة التربوية بالمعنى الدسم و ليس بالطريقة
الجافة أو الفضة التي تخلو من المعاني السامية و القيمية.
الطاقم المتنوع
الذي تقوده فيه صاحب
الكفاءة و فيه الفقير فيها و فيه النشيط و فيه المتثاقل و فيه المتحمس و فيه العجول و فيه المتعقل(المتزن) و فيه قوي الخبرة و فيه قليلها و فيه الفطن و فيه الغافل و فيه الطموح و فيه القنوط ، فيه المبادر و فيه المتقاعس و فيه الجريء و فيه الحيي(شديد الحياء)...و غيرهم من الأصناف.
هذه
النفوس المتغايرة و هذه العقول المختلفة و النوازع المتقلبة تحتاج من القايد أن
يكون بصيرا بها عالما بكيفية التعامل و التكيف معها و تحويلها بل بدفعها دفعا
خفيفا إيجابيا نحو الهدف الأسمى أي النجاح و الذي لا يتأتى إلا بتظافر الجهود و الكفاءات و تآزرها للوصول إليه.
كيف
يمكن لفرد رئيس بمفرده أن يقوم بها ستقول مستحيل هذا؟
أقول لا :ليس هناك
مصطلح في قاموس القادة يسمى مستحيلا بل هناك تدريب و عمل متواصل و استكمال للنقائض
في كفاءات و خبرات السيد المدير.
واضح جدا انه يجب عليك سيدي ان تُلمَّ
بجانب كبير من العلوم و في اقرب وقت:
1- علم نفس السلوك و الشخصية
2 - علم التفاعل الاجتماعي
3 - علم قيادة الأشخاص و الجماعات
4 - علم نفس الطفل و المراهق(للتعامل مع
التلاميذ و الطلاب)
5 - علوم التربية
6 - طبعا و علوم الإدارة و البيداغوجيا ...
- سيدي المدير القائد
المثقف هو الذي يعرف شيئا من كل شيء.. شديد الطموح تصحبه الابتسامة في الهدوء و عند الغضب صبورا و مكيثا(غير متسرع) و هذه الجوانب السلوكية تترسخ في المدير بخلقين:
(الرحمة و العلم) قال تعالى: { آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } (سورة الكهف 65).
(الرحمة و العلم) قال تعالى: { آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } (سورة الكهف 65).
صاحب الرحمة إنسان
واسع الصدر عليم بما يعمل لا يحقد و لا يحسد و لا يتكبر و لا يطغى و لا يتجبر بل إنسان ودود متوازن و حازم في لين.
و افضل مَدَد لهذين السلوكين(الرحمة و العلم) هو الصلاة في السَّحَر ..صلاة في هدأة الليل تمد القائد بطاقة روحية إضافية تمكنه من تحمل أعباء كبيرة كالمسئولية و
القيادة ، فالصلاة نور أكيد و الصدقة برهان .
و من
يطمح للعلا و النجاح يتحمل ضريبة الأذى و إنكار الفضل و القدح ، لأنك كقائد لن تسمع
كلمة مدح واحدة مهما أحسنت فلا تنتظر كثيرا بل لا تلتفت إلى مثل هذا و هو ذا ديدن القادة على مر الأزمان.
أخيرا أقول لك سيدي المدير مهما شعرت بالملل او الكلل في لحظة ما فجدد إيمانك و احرص على هدفك و اثبت و لا تغير سلوكاتك و لا تجدد إلا في الوسائل لأنها تبلى.. و النصر حليفك إن شاء الله. كن متفائلا واثقا في الله .
{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة يوسف 90)
وفقك الله لكل خير و نفع الله بك.
أخيرا أقول لك سيدي المدير مهما شعرت بالملل او الكلل في لحظة ما فجدد إيمانك و احرص على هدفك و اثبت و لا تغير سلوكاتك و لا تجدد إلا في الوسائل لأنها تبلى.. و النصر حليفك إن شاء الله. كن متفائلا واثقا في الله .
{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة يوسف 90)
وفقك الله لكل خير و نفع الله بك.
حمل هذا الكتيب الصغير
https://download.gg/fr/file-10006769_da10c253dab3b49e
https://drive.google.com/file/d/1DG599NcaVqBnGOyApNzEEGuhnzKUD3zs/view?usp=sharing
مع تحيات جمال بن
السايح (أبو انفال)
الأغواط في 31-08-2019
الأغواط في 31-08-2019