Image djamal_hikma1
BASMALA

الدين النصيحة


النصيحة







الحديث النبوي الشريف:

عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم))؛ أخرجه البخاري برقم (57).

1- لله تعالى؛ فالنصيحة لله تتضمن أمرين:

الأول: إخلاص العبادة له.
الثاني: الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته

2 - و لكتابه الكريم:

فبحفظه وتدبره والعمل بأحكامه والسير على منهاجه وهديه.


3 - لرسوله:

وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم: فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًّا وميتًا،

4 – و لأئمة المسلمين

وأما النصيحة لأئمة المسلمين: وهم ولاة الأمر فبمعاونتهم على الحق، وطاعتهم، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برِفْقٍ ولُطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه.

5 - و لعامة المسلمين:

 فبحب المسلم لأخيه المسلم وتحقيق المنفعة لكل المسلمين، هي الأخذ بيده إلى الخير وما ينفعه، وإبعاده عن الشر وما يضره

معنى النصيحة:

النصيحة: كلمة يعبر بها عن جملة، هي إرادة الخير للمنصوح له، 
وأصل النصيحة في اللغة: 
الخلوص، يقال: نصحت العسل إذا أخلصته من الشمع.

شروط النصيحة و آدابها:

إن للنصيحة شروطا وآدابا، ومن بين شروطها وآدابها:

 1. الإخلاص في النصيحة.
 2. العلم بما ينصح والعمل به أولاً.
 3. الرفق واللين في النصيحة.
4. الإسرار بها وعدم الفضيحة.
5. اختيار الوقت والمكان المناسبين.




Share:

الرجل الجَرِيءL'homme audacieux



الأستاذ الشيخ جمال الدين مشتح رحمه الله


كانت بيني بينه مراسلات متعددة و حميمية جدا يفوح منه عطر الأخوة الزكية التي بنيت على تقوى من الله فقد نبتت و ترعرعت في مساجد شارع الشيخ بن باديس(زقاق الحجاج)..

و لما هممت بالكتابة عنه لم أشأ الرجوع إلى تلك المراسلات لأن ذلك سينحو بي منحى العمل الأكاديمي الجاف، بل  فتشت في ذاكرتي لأكتب بحرارة العاطفة لمحات و لحظات أسجلها بقلمي عن تلك الذكريات الطيبة عن الطفل جمال و الشاب جمال و الأستاذ الشيخ جمال الدين مشتح ،و السبب ان ذاكرتي لا تحتفظ بين طياتها إلا بالذكريات الطيبة الزكية و لست أنسى كرمه و بشاشته و تسامحه بل لست انسى ابتسامته الأخاذة، التي قابلني به ذات يوم من سنة 1975 في مسجد "الخليفة" بزقاق الحجاج بمدينة الأغواط الجزائرية،

كان يومها في عداد الأطفال لم يكن يتجاوز سنه الثانية عشرة لكنه يظهر و كانه  ابن السادسة عشرة من عمره إذ كان رحمه الله منذ صغره مديد القامة ،يبدو و كأنه يناهزني سنا رغم أنني كنت أكبُره بسنوات ،


 في تلك الأيام كنت ارقب مواظبته على الصلاة في المسجد لا يفتر ولما كان منذ صغره بشوشا و اجتماعيا و جريئا فقد بادرني يوما بالسلام شادا على يدي بحرارة   مقدما لي نفسه ان اسمه جمال مشتح و يريد التعرف علي و كنت اعرف بعضا من إخوانه الكبار الذين جمعتني بهم و لفترة وجيزة المدرسة القرآنية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، فلم اجد صعوبة في التعرف على العائلة و الجذور بل لقد كنت اعرف والده، بل و جدّه رحمه الله الذي كنت و لا زلت أذكر سحنته و هيئته فقد كان يتحرك بخفة و نشاط ، تعلو سحنته نظرات فيها جدّ و كأنه في شغل دوما و قد كان فعلا رحمه الله، و بالمناسبة كان جمال شديد الاعتزاز و الافتحار به.

قلت كانت لحظات سريعة  تلك التي مكنتني من التعرف عليه فنشأت بيننا صداقة حميمة صارت وثيقة فيما بعد و قد جمع الله بيننا في أطهر بقع الأرض مسجدا : "الخليفة "و "سيدي عبد القادر" الذي كان اقرب إلى منزلنا في شارع زقاق الحجاج،
كما التقت فينا صفات مشتركة بدءا بالاسم(جمال) إلى حب المساجد ، و حب المطالعة و العلم و أهله.


صرنا نلتقي يوميا في المسجد و بعد صلاة العصر و في أيام العطل الأسبوعية و العطل المدرسية كنا نقضي الوقت كله بين المسجدين أو في محراب العلم في مكتبة جده رحمه الله 

فقد كانت مكتبة عتيقة فيها أمهات الكتب التي تركها المرحوم والذي كان إبان الاستعمار الفرنسي صاحب مكتبة كبيرة مقرها بمدينة الأغواط  شهيرة على مستوى المغرب العربي تبيع الكتب باللغة العربية و الفرنسية و المجلات المختلفة العربية  التي تأتيه من المشرق العربي و المجلات الفرنسية..و كنا نجد بين ركام الكتب المراسلات الكثيرة من العلماء و دور النشر التي تنعته بالكتبي الشهير فقد كان تاجرا نشيطا في هذا المجال.
ولقد توقفت هذه المكتبة بعد حلول الاستقلال،

و قد بدأت قصتنا مع المكتبة  في سنة 1975 و بقيت حتى زمن تخرجي من الجامعة بعد ذلك في سنة 1983..
 كانت تستهويني فيها  الكتب العتيقة و الأقلام و الأدوات المكتبية القديمة و بعض الكراريس "النوتات" و أغلفة الرسائل و الطوابع البريدية  العتيقة والتي هي من فترة الاستعمار الفرنسي ،و قد كان جمال رحمه الله يهديني الكثير منها كبعض الكناشات التي كانت خضراء داكنه اللون صفحاتها صفراء، و بعض  اليوميات القديمة ..

كان جمال رحمه الله طيب المعشر بشوشا نشيطا  كجده وخفيف الظل
وصاحب ثقافة واسعة منذ صغره نهم في المطالعة متقن للغة العربية يحسنها نطقا و كتابة ، فقد كان ينمق ويدبج رسائله بخط جميل و مقدمات رائعة كان يحفظها من مطالعاته الكثيرة في كتب التراث و  كتب الأدب العربي و منها  كتاب المقامات(لبديع)،و لا  أخفي عليكم انه كان في كثير من الأحايين يتفوق علي في فن الكتابة ، فقد كان مولعا بالكتابة الأدبية و كانت رسائله رحمه الله فنا أدبيا في حد ذاتها، و لا زلت احتفظ ببعض منها في أرشيفي الخاص ، و قد غادرت الأغواط إلى العاصمة للدراسة الجامعية في سنة 1979 و قد اشتد علينا الم الفراق فكان رحمه الله يراسلني بكثرة و يطلب مني ان احدثه عن الجامعة و يسال رحمة الله عليه عن دقائق الأمور فكان يزداد شوقا و يطلب مني الدعاء له بالالتحاق بالجامعة لكي نكون معا ..
و ذات يوم  في بداية جوان من سنة 1982، وجدته يزورني بغرفتي الجامعية في مدينة الحراش بالسكن الجامعي (بوراوي) و مكث معي  قرابة نصف شهر و قد وجدني في فترة امتحانات فكنت أذهب معه فقط إلى مسجد الحي أو  للمطعم الجامعي او يصحبني أحيانا إلى الجامعة (جامعة هواري بومدين) وقت الامتحان حيث يبقى يتجول بين ردهاتها و ينتظرني حتى أفرغ من الامتحان ،ثم نعود إلى الغرفة للمراجعة ، فكان رحمه الله يشجعني تارة و تارة أخرى يعاتبني على كثرة انهماكي في المراجعة  و كان يقول لي بالعامية (قاع هاذي قراية) ..

و ذات يوم خرج صباحا  متوجها إلى العاصمة الجزائر و قال لي سأزور المناطق التي عرفتَني عليها و أنت اقبَع في غرفتك مع المراجعة فقد ضقت من المكوث هكذا  ثم أردف قائلا لعلني جئت في فترة غير مناسبة اسمحلي.
و للأسف عندما نزل العاصمة وجدها خاوية على عروشها المحلات مغلقة و كذا المطاعم و حتى النقل كان مفقودا لدرجة أنه جاءني في المساء ساخطا على العاصمة و أهلها ،

لقطة من مباراة الجزائر- المانيا- جوان 1982


ابتسمت و قلت له يا أخي يا جمال هذا يوم مباراة الجزائر مع ألمانيا ، فقد فازت الجزائر يومها بــ(02- مقابل- 01)و صادف  جمال عند رجوعه إلى الحي الشباب يرقصون و يهللون فقد انتهت المباراة بنصر مؤزر للجزائر ، فاستغرب جمال من سلوكيات الشباب الطلبة  التي لم نكن متعودين عليها في مدينتنا الأغواط ،و قال لي : أكُلُ هذا الصخب و الضجيج  و الرقص من  أجل كرة القدم ..البلاد (يقصد العاصمة)ماتت تماما و ضاعت مصالح الناس من أجل هذه الكرة ، ثم استدار إلي وقال لماذا لم تفعل انت مثلهم؟

فقلت يا جمال :انا و أنت لسنا ممن يتعلق بكرة القدم و ما تعودنا على ذلك و جيلنا كله لا يأبه بها لكننا لا نعاتب هؤلاء الشباب فإنها الجزائر في المونديال و لأول مرة و مع من؟ مع المانيا..

فلم يقتنع و اصر رحمه الله على رفضه لتعلق الشباب بالكرة كل هذا التعلق و كان يومها شديد الضيق من هذه المظاهر و كان هذا ديدنه عندما يشعر أنه على حق.

جامعة هواري بومدين- باب الزوار - الجزائر

ولأخفف عنه قليلا قلت له يا أخي يا جمال غدا سيكون آخر امتحان  لي و إن شاء الله سافرغ منه  في الفترة الصباحية ، و بعد أدائنا لصلاة الظهر سوف ترافقني في رحلة إلى مدينة البليدة حيث سنزور بعض الأقارب و الإخوان ،و سنسافر على متن القطار ، فتهلل وجهه و علته ابتسامة عريضة و قال لي بالعامية(قل لي هكذا) و فعلا في أمسية اليوم الموالي ذهبنا معا على متن القطار إلى مدينة البليدة وكم أعجبته الرحلة و كذا مدينة البليدة و مساجدها و كان يومها أعظم مساجدها
مسجد" الكوثر" و كان حديث البناء بطراز إسلامي عريق نال أعجابه كثيرا و سر جمال ايَّما سرور.

مسجد الكوثر- تحفة مدينة الورود البليدة

بعد سنة من هذه الزيارة نال جمال شهادة البكالوريا شعبة رياضيات و التحق بالمركز الجامعي تيارت و لم يطب له المقام و لا الشعبة العلمية التي اختارها حسب تخصصه رياضيات فقد كان هواه مع الإسلاميات فلم يلبث أن انتقل رحمه الله إلى العاصمة ليسجل في اختصاص شريعة و انتسب إلى كلية أصول الدين ليتخرج بعد اربع سنوات أستاذا لمادة العلوم الإسلامية بثانويات مدينة الأغواط.

في الفترة التي انتقل فيها  إلى الجامعة كنت قد التحقت   بالخدمة العسكرية و استمرت المراسلات بيننا ، و طفق يتغنى بالمرحلة الجامعية و يكلمني عن الجامعة و عن أجوائها الجديدة و حياته الجديدة و مشاقها و حُلوها و مرَّها و كان في أتم السعادة ، و كان يقول لي هذا كله في المراسلات  التي بيننا و ايامها كان ساعي البريد لا يخطئ، فيكتب جمال لي قائلا:  لقد كنت تحدثني يا جمال عنها و لم أكن استوعب الكثير مما تقول و هأنذا أعايشها بنفسي إن الجامعة فعلا مدرسة جديدة كما كنت تحدثني و تُرى كيف أنت اليوم في الخدمة العسكرية..؟

الجامعة المركزية- وسط العاصمة - الجزائر

فكنت أراسله قائلا يا جمال كنت أحدثك عن الجامعة كتجربة حديثة
و جميلة في حياتي و اليوم أعايش تجربة جديدة و عوالم أخرى 
و مدرسة من طراز آخر، فكان يرد علي قائلا : 
لعل الجامعة هي أعظم مدرسة ، فكنت أقول له: لو يكتب الله لك دخول العسكرية فسوف تغير رأيك ، و يدور بيننا جدال فلسفي يستعرض كل واحد منا تجربته و خبراته في الحياة الجديدة  وربما ننتصر لرأينا و هكذا مرحلة الشباب.


كانت رسائله (رحمه الله) تواسيني في غربتي و بُعدي عن بلدتي و الأهل و كانت تغذيني بما فيها من علم و أدب و نصائح دينية جمة خاصةو قد اشتد عوده و نضجت خبرته و استقام لسانه و استوى قلمه فكانت تلك الرسائل بلسما يداوي روحي و جراحي ..

عندما أتذكره رحمه الله أتخيل طيفه و ظله و ابتسامته و شهامته ، أتخيل قامته المديدة و جرأته فقد كان رحمه الله رغم صغر سنه يناقش الفقهاء و أهل العلم بل و يعاتب بعضهم و أذكر حادثة طريفة :
 يوم كنا نتذاكر في مسجد "الخليفة" و نتصفح كُتبا إسلامية فوجدنا  على صفحات أكثرها  كتابة بقلم الرصاص  على هوامش الصفحات ، و هي عبارة عن شروح لبعض الألفاظ و المعاني التي أغْلق معناها فكان صاحب التهميش(و هو رجل علم فقيه) يجتهد في شرح مسألة مغلقة أو يختلط على القارئ فهمها ، و قد أكثر صاحب الشروح من هذا و أسهب..


فعاب عليه جمال هذا السلوك وقال لا ينبغي أن يفعل وسأكلمه في الموضوع فقلت دع الرجل فقد فعل خيرا و لعله اهتدى إلى هذه الطريقة ليسهل على القارئ ، فقال رحمه لكنه  لا يكتفي بالشروح بل يضيف عليها بعض الآراء التي تميل إلى فئة دون أخرى، ولذا سأنبهه فلعه لم ينتبه إلى هذا و قد يثير حوله الانتقادات و هو رجل علم صالح.

و هكذا كان جمال رحمه الله.

رحمة الله عليه اختطفه المنون من بيننا بعد مرض عضال و هو في ريعان الشباب و اكتمال الرجولة في سنة 2008 رحمه الله رحمة  واسعة.
أعذرني أخي جمال لم أكن لأكتب لك ترجمة و لا سيرة حياتك العلمية، بل كتبت عن  لحظات "فلاشية" سريعة  عشناها معا ، و كتبتها مما بقي محفورا في ذاكرتي من لحظات جميلة حييناها في كنف العلم و التذاكر ، و ليست كل اللحظات و لا كل الوقت الذي عايشناه معا لأن ذاك لا تكفيه المجلدات بل هو غيض من فيض و ومضة من حياة.

أخوك الفقير إلى الله تعالى جمال بن السايح أبو أنفال
24-03-2019/17رجب 1440



Share:

السلطان محمد الفاتح



السلطان محمّد الفاتح





من هو

السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح (بالتركية العثمانية: فاتح سلطان محمد خان ثانى؛ وبالتركية الحديثة: Fatih Sultan Mehmed Han II أو II. Mehmed) والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم "Mahomet II"، وهو ذات اللفظ الذي كان الأوربيون يلفظون به اسم النبي محمد، هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب، إلى جانب "الفاتح"، بأبي الفتوح وأبو الخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه. حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للدولة العثمانية.



يُعرف السلطان محمد الفاتح بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة، وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك" (بالتركية: çağ açan hükümdar).

محمد الفاتح هو سابع سلاطين الدّولة العثمانية الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم آنذاك بالفتوحات التي قام بها والتّوسع الكبير للدّولة الإسلامية في عصره، فهو من قام بالقضاء على الدّولة البيزنطية بعد حكمِها الطّويل، وهو ما اعتبره العديد من المؤرخين النّقطة الانتقالية من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.

بداية حياته

ولد محمّد الفاتح في عام 1429م لأبيه السلطان مراد الثّاني وأمّه خديجة خاتون في مدينة أردنة التي كانت عاصمة الدّولة العثمانيّة آنذاك، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره بعثه والده إلى أماسيا ليحكمها في عهده، كما كانت العادة الجارية في الدّولة العثمانيّة، فبذلك يتعلم الطّفل الحكم ويتربّى على تعاليم الإسلام والقرآن الكريم من خلال المعلّمين الذين يبعث بهم والده إليه، فتَعَلَّم القرآن على يد المولى أحمد بن اسماعيل الكوراني، 

فكان له وللشيخ آق شمس الدين الأثر الكبير في صقل شخصيّة محمّد الفاتح وإخباره بأنّه هو من سيفتح القسطنطينيّة التي فشلت المحاولات جميعها خلال الدّولة الإسلامية في فتحها من قبله. 

وعندما بلغ محمد الفاتح من العمر أربعة عشر عاماً تخلّى والده مراد الثّاني عن العرش إليه بعدما توفّي أكبر أولاده علاء الدين، وهاجر إلى ولاية أيدين ليختلي بنفسه، ولكن ما إن هاجر مراد الثّاني حتّى غدر المَجَرّ بالدّولة العثمانيّة وأغاروا على البلغار ناقضين بذلك الهدنة التي كانت بينهم، 

فطلب السّلطان محمد الثاني من والده الرّجوع إلى العرش أو قيادة الجيش خوفاً من المعركة مع المَجَر، فقاد الجيش في معركة فارنا وعاد إلى أدرنة لتأديب القادة الذين استصغروا السّلطان محمد الفاتح وعصوا أوامره ونهبوا المدينة، فعاد السّلطان مراد الثّاني للحكم مرةً أخرى وأشغل القادة بحروب اليونان، حتى توفي عام 1451م فعاد السّلطان الفاتح محمّد الثّاني واعتلى العرش مرةً أخرى.
 
فتح القُسطنطينيّة


وأمّا بعد تولّي السّلطان محمّد الفاتح الحكم مرةً أخرى بدأ بالاستعداد والتّحضير لفتح القسطنطينيّة، وهي أعظم ما قام به، فقد كأراد أن يكون هو صاحب حديث رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – الذي قال فيه:” لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ”، فجهّز الجيشَ بالجند و العُدّة كاملةً حتى أصبح عددهم يقارب الرّبع مليون جنديّاً، ودربهم تدريباً بدنيّاً ومعنويّاً كاملاً من أجل الفتح الكبير، وبدأ بتحصين مضيق البوسفور لمنع السّفن من الوصول إلى القُسطنطينيّة لدعمها، كما عقد المعاهدات مع أعدائه ليتفرَّغ لمحاربة عدوٍ واحدٍ فقط. 

وقام السّلطان محمّد الفاتح بعدها بالهجوم على القُسطنطينيّة، فمَهَّدَ الطّريق إليها ليتسنّى إصابتها بالمدافع، وصل إليها في السادس من أبريل عام 1453م، فحاصر القُسطنطينيّة 



من البرِّ والبحر وكشف عن قبر أبي أيوب الأنصاريّ، فواجه خلال الحصار مقاومةً شديدةً خاصّةً من ناحية البحر التي أغلقها البيزنطيون بالسّلاسل الحديدية، فأتى رحمَهُ الله بخطةٍ تتضمَّنُ نقلَ السَفن عبر البر فمَهَّد الطّريق لها ونقلها على ألواحٍ خشبيّةٍ مدهونةٍ بالزّيت والشّحم، وبذلك تجاوز بها السلاسل الحديدية وأكمل الحصار عليها من البرِّ والبحر.

 استمرّ حصار القُسطنطينيّة 53 يوماً حيث تسلَّقَ الجنود أسوارَها ودخلوها، ودخل السّلطان إليها وأعلن الأمان على أهلها، فدخل منهم عددٌ كبيرٌ في الإسلام بعدما رأوا تسامُحَه معهم وأخلاقُه، وأعطى للمسيحييّن فيها حقوقَهم جميعها، وبهذا حصلَ السّلطان محمّد الثّاني على لقبه ليُعرَف حتى يومنا هذا بمحمّد الفاتح.


حياته

لم تقتصر إنجازات السّلطان على فتح القُسطنطينيّة، بل فتح العديد من البلدان الأُخرى، كالبوسنة وجزر اليونان وآسيا الصُّغرى وألبانيا وحارب المجر والمغول، وكان للسّلطان عددٌ من النّساء التي تزوّج بهنَّ وعددٌ من الأولاد على رأسِهم وليُّ عهده السّلطان بايزيد الثّاني وابنه جم، 
الذي حصل بينهما نزاعٌ على الخلافة بعد وفاة أبيهما بالسُّم على يد طبيبه يعقوب باشا المولود في إيطاليا والذي ادّعى الهداية والإسلام، فكان فقتلَه بالسم تدريجياً حتى علم بنهاية الأمر حين خرج إلى حملةٍ لم يحدّد وجهتها كعادته، فهو لم يكن يكشف مخطّطاته لأيِّ أحدٍ من قُوَّاته، وعندها زاد يعقوب باشا جرعةَ السُّم، ويرجّح المؤرخون أن الحملةَ كانت خارجةً لإيطاليا، وعندما عرف حرس الإمبراطور بأمر يعقوب باشا قاموا بإعدامه فوراً، فدُفِن السّلطان في جامعٍ في الأسِتَانة، وبقي حتّى بعد موتِه أحدَ القامات الكبيرة في العالم الإسلاميّ، والذي ما زال جميع المسلمين يعتزُّون ويفخرون به حتى وقتنا الحالي.

المصدر : موضوع كوم و الموسوعة الحرة




Share:

التدريب و فوائد المعنوية و الاقتصادية



فوائد التدريب للأفراد






التدريب الجيد يؤدي إلى فوائد للأفراد الذين يتلقون التدريب وللمؤسسات التي يعمل بها هؤلاء الأفراد على حد سواء. فمن الفوائد التي تعود على الأفراد المتدربين ما يلي:

          ·      تحسين الأداء.
          ·      زيادة المقابل المادي.
        ·      زيادة فرص الترقي إلى وظائف أعلى أو الحصول على وظيفية أحسن في مؤسسة أخرى.




أما بالنسبة للمؤسسات فمن الفوائد المتحققة من التدريب ما يلي:

    ·      يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمخرجات من خلال تحسين المهارات والأداء الوظيفي.

    ·      زيادة جودة المنتجات مما يزيد من إشباع حاجات العملاء.
    ·      تحسين صورة المؤسسة مما يؤدي إلى جذب المزيد من العملاء والموظفين المحتملين.

    ·      تقليل التكاليف وبالتالي زيادة الأرباح من خلال تحسين وتحديد الأدوار والصلاحيات للعاملين بالمؤسسة.

1.تعريف الموظفين بسياسة وأنشطة للمؤسسة التي يعملون بها. 

2.استعراض المشكلات اثناء تدريب الموظفين التي تواجههم بالمؤسسة وتحتاج الى حل بالبحث عن أفضل الطرق التي تساعدهم على تخطي تلك المشكلات.


3.البحث عن إبداعات الموظف اثناء تدريبه لتحقيق مستويات عالية في أداء العمل عن طريق استخدام أساليب علمية متطورة وعناصر متميزة قادرة على التجديد والابتكار والابداع.





    ·      للتدريب أثر تطبيقي إذ أن التدريب الناجح يشجع الآخرين بالمجموعة على اكتساب معارف ومهارات وأفكار وتقنيات جديدة.

    ·      وجود وحدة تدريب بالمؤسسة يحسن من قدراتها على إدخال دعم أو تغيير السياسات ونظم العمل عندما يتطلب الأمر ذلك.





Share:

معركة موهاكس Battle Of Mohacs



معركة موهاكس


 وقعت سنة (932هـ/1526م) بين الخلافة العثمانية بقيادة سليمان القانوني, وبين مملكة المجر بقيادة فيلاد يسلاف الثاني جاجليو, وانتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا؛ مما أدَّى إلى ضم المجر إلى الدولة العثمانية.

أسباب معركة موهاكس

كان ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو قد عزم على نقض أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حدِّ قتل مبعوث السلطان سليمان إليه، وكان المبعوث يُطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر, ولهذا ردَّ سليمان بغزوة كبيرة ضد المجر.

التحرك لمعركة موهاكس



سار السلطان سليمان من إسطنبول في (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) على رأس جيشه، الذي كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلجراد، ثم تمكَّن من عبور نهر الطونة بسهولة ويسر؛ بفضل الجسور الكبيرة التي تمَّ تشييدها.

وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى "وادي موهاكس" بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير، وهذا الوادي يقع الآن جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست، وكان في انتظاره الجيش المجري البالغ نحو مائتي ألف جندي، من بينهم 38 ألفًا من الوحدات المساعدة التي جاءت من ألمانيا، ويقود هذه الجموع الجرارة الملك "فيلاد يسلاف الثاني جاجليو".


اللقاء المرتقب

وفي صباح يوم اللقاء (21 ذي القعدة 932هـ/29 أغسطس 1526م) دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند بعد صلاة الفجر، وخطب فيهم خطبة حماسيَّة بليغة، وحثَّهم على الصبر والثبات، ثم دخل بين صفوف فيلق الصاعقة، وألقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم، وكان مما قاله لهم: "إن روح رسول الله تنظر إليكم". فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثُّرًا مما قاله السلطان.

وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني، الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه مدافعه الجبارة وجنوده من الإنكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام، أمر السلطان صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل، حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر السلطان بإطلاق نيران
ها عليهم..

فحصدتهم حصدًا، واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفًا، في حين كانت خسائر العثمانيين مائة وخمسين شهيدًا، وبضعة آلاف من الجرحى.

نتائج معركة موهاكس

كانت معركة موهاكس من المعارك النادرة في التاريخ، حيث هُزم أحد أطرافها على هذا النحو من مصادمَة واحدة، وفي وقت قليلٍ لا يتجاوز ساعتين، وترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة. وبعد اللقاء بيومين في (23 ذي القعدة 932هـ/31 أغسطس 1526م) قام الجيش العثماني بعمل استعراض أمام السلطان سليمان، وقام بأداء التحية له وتهنئته، وقام القادة بدءًا من الصدر الأعظم بتقبيل يد السلطان.

ثم تحرك الجيش نحو الشمال بمحاذاة ساحل الطونة الغربي، حتى بلغ بودابست عاصمة المجر، فدخلها في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م)، وشاءت الأقدار أن يستقبل في هذه المدينة تهاني عيد الأضحى في سراي الملك، وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلجراد في أثناء حملته الظافرة.

مكث السلطان في المدينة ثلاثة عشر يومًا يُنَظِّم شئونها، وعَيَّن "جان زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر، التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد أن دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية.


نقلا عن صفحة التاريخ الإسلامي:
المصدر: كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر، تقديم: الدكتور راغب السرجاني، دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م.



Share:

نجوم



Al_Ihtiram
Image جمال

اليومية

Imagedjamal
Image and video hosting by TinyPic

يمكنك تغيير البلد و المدينة مباشرة بتحريك المصعد



Image and video hosting by TinyPic الأغواط

مدينة الأغواط

الساعة و التاريخ بالجزائر

مرحبا

مرحبا

وصف المدونة

مدونة تهتم بالفكر التربوي، بالإبداع التربوي و الإداري ، بالشخصيات التربوية، بأسرار التفوق ، و النجاح، ، بالفيديو التربوي، و بالصورة التربوية.

جديد/مدونة الدعاء الجميل إضغط على الصورة

الدعاء الجميل
تحويل التاريخ الميلادي إلى الهجري و العكس

مدونة كتب تهمك

الدعاء الجميل

مكتبة الدكتور الصلابي/اضغط على الصورة

أحدث المواضيع

الاكثر قراءة