بسم الله الرحمن الرحيم
السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته...
لقد
مارست مهنة التعليم في مراحلها و أطوارها المتعددة بدءا، بالمتوسط و الثانوي ثم الجامعي ، وانتهيت مشواري
التعليمي كمدير ،بأن شرفني الله تعالى
بإدارة ثانوية جديدة نهضت بها من البدايات فكانت بالنسبة لي فرصة لتعلم البناء من اساساته، و تعلمت الاعتماد على النفس فكانت
خبرة و تجربة أفادتني كثيرا.
حيث كان الاحتكاك بالتلميذ و الأستاذ و الإداريين و العمال و المفتشين ، والمواطنين بجميع أصنافهم و تعلمت من كل فئة ،لكنني لم أكن متفاعلا سلبيا بل لقد كنت آخذ و أعطي و أحاول دوما أن أجدد في أداءاتي ، سواء الإدارية أو التربوية أو البيداغوجية..
حيث كان الاحتكاك بالتلميذ و الأستاذ و الإداريين و العمال و المفتشين ، والمواطنين بجميع أصنافهم و تعلمت من كل فئة ،لكنني لم أكن متفاعلا سلبيا بل لقد كنت آخذ و أعطي و أحاول دوما أن أجدد في أداءاتي ، سواء الإدارية أو التربوية أو البيداغوجية..
أنت و القانون و اللوائح و التشريعات
فكنت أضع القانون و
اللوائح نصب عيني فلا اعطلها و في الوقت نفسه كنت
احذر من أن تعطلني النصوص عن سيرورة الواقع
المتجدد لأن تعطيل القانون من قبل المسؤول مضيعة و مفسدة و اخلال بالتوازن( العدل)،كما أن الجمود على النصوص جمود في الفكر و العمل فلا
بد من التوسط و إعمال العقل و السؤال و التشاور ، فالمجالس من خلالها تبدع و من
خلالها تشارك الآراء من خلالها تجد عوضا عن النقص الذي تفتقره في النصوص.
أخي المدير:
إن
النجاح في عملك منوط بتصرفاتك و عاداتك الإدارية و بصماتك التي تتركها في الذين
يعملون تحت إمرتك ،و مهما تواضعت أو تناسيت فلا يمكنك أن تنسى انك في نظر الأخرين أنت
القائد فما عملته من حسن يكن لهم حسنا و إن لم يتقبلوه جميعهم ، و ما كان منك
قبيحا فهو قبيح عندهم و سرعان ما يرفضوه.
اخي المدير:
انت تتفاعل
يوميا مع المحيطين بك من إداريين و تربوين و عمال و تلاميذ يرونك كل صباح في ساحة
الطابور لأداء النشيد الوطنين فاعينُهم جميعا تتخطفك تخطف الطير للحم فلا بد لك من
ان تسير امامهم و بهم بالقدوة و الموعظة الحسنة فلا تعنف الكبار و لا تذل الصغار.
أخي المدير:
اجعل من عملك فرصة
لبناء علاقات طيبة مثمرة تعود على مؤسستك بالنفع و النجاح..
و العلاقات متنوعة و
مختلفة و ديدنك فيها ان تنزل الناس منازلهم ،فهناك
علاقات كبيرة مع الوصاية (مدير التربية ومصالح مديرية التربية)،و هناك العلاقة مع المفتشين
الادارين و البيداغوجيين،و علاقات مع
الأساتذة بمختلف اصنافهم وعلاقات مع الأولياء بكل مشاربهم ،و علاقات مع التلاميذ
بكل تنوعهم و علاقات الرسميين و الزوار.
فيجب هنا ان تفرق بين
علاقات العمل ،و علاقات الخدمة ،و علاقات الضيافة ، وعلاقات المودة و المواساة.
فأصناف تجمعك بهم
كل أنواع العلاقات و أصناف أخرى لها خصوصياتها لا تتعداها.
أؤكد لك
من خلال تجربتي و من خلال فهمي لنصوص القانون ان انجح العلاقات هي التي تنبني على
المزج بين روح القانون و روح الإنسانية مع توافر فيك لروح وثابة و عقل ذكي و استعداد
نشط ينحو بك دوما نحو المبادرة و تقديم الرِّجْل لا تأخيرِها(اي الشجاعة)، و بهذا تنل قصب السبق و
هدية النجاح.
لا اريد ان اطيل عليك
و لا ان احشد لك النصوص و المصطلحات المعقدة
فالأمر لا يتطلب إلا همسات خفيفة ،وسأذهب بك مباشرة إلى الهدف.
أ- مع السيد مدير التربية
السيد مدير التربية هو
رئيس قطاع التربية في الولاية و هو بمثابة الممثل الأول لوزير التربية فيها و هو
الرئيس المباشر لك في عملك ، تنفذ أوامره و تتشاور معه في
كل الأمور التي هي من صلاحياته و من صلاحياتك ،فلا تتعداها فتعطل عمله و تسيء إلى
علاقتك به و من ثم تعطل مؤسستك و تؤخر عنها النفع.
ب- مع السادة رؤساء المصالح
رؤساء المصالح هم
أعوان للسيد مدير التربية و هم في الواقع جنوده في الميدان و عينه التي
يراقب بها سير الأعمال، وهم بمثابة الزملاء لك و العون لك في أداء عملك بالتشاور و التساؤل و تقديم الخدمة التي في الصالح العام.
فتعاونك معهم بإنجاز التقارير و مَدهم بالبيَانات في الوقت
المناسب ، دون تأخير ، معتمدا في ذلك على
الرزنامة الإدارية المسطرة و التي يتطلب منك جهدا لتحيينها فلا تعتمد على القديمة
فقد تغير منها الكثير بعد عام 2008.
و للأمانة فإن
المصالح تعلم انشغالك الكبير و بالتالي
فقد استحدثت طريقة هي التذكير بالرزنامة ، وهو كذلك من مهام السيد مفتش الإدارة التي
يتكفل بتذليل الصعاب في هذا المضمار و مدك بكل ما تحتاجه من منشورات او تشريعات.
السيد مفتش الإدارة هو
زميل لك ،و معاون مخلص لك ، بحكم وظيفته
من جهة و بحكم اطلاعه الكبير على التشريعات و النظم و
خبرته الواسعة كمدير سابق، يجب ان تكون علاقتك به مثمرة بان تستزيد مما لديه من
بيانات و معلومات ، ويجب ان لا تضيق بملاحظاته او تتبرم بها ، فهو حليفك و إن كان يراقب عملك و يتابع نشاطاتك ،فكل تصويب لك يصب في وعاء خبرتك وهو
بمثابة نجاح مستقبلي لك.
إن علاقتك بالسيد مفتش
الإدارة لا تنحصر في الزيارات التفقدية لك
بل تتعداها إلى العلاقات الإنسانية فيجب أن توثق صلتك به عن طريق البريد الإلكتروني
و الفاكس و الهاتف ، و تعود على توجيه السؤال له و عنه ، ولا تستنكف ان تراسله عن
طريق البريد الإلكتروني متسائلا أو طالبا لمعلومة أو رأي أو الاستفسار عن مادة قانونية ما.
السيد
مفتش المادة هو رجل تربوي بيداغوجي زميل لك بحكم انك و هو منحدرين من سلك الأساتذة
فهو ليس بالغريب عنك ،وظيفة أو زمالة.
تنحصر مهمته القانونية في مرافقة الأساتذة و
نصحهم و و تصويب مسارهم ، فهو الذي يطلعهم على البرامج و المناهج و يوضح لهم
منهجية استغلالها فهو من الجهتين حليف للأستاذ و التلميذ ، و من جهة أخرى عونا ولك
و حليفا بيداغوجيا لك يساهم معك في النصح و
التشاور فتطلعه على الجوانب البيداغوجية (من خلال الزيارات) ، و السلوكية للأستاذ إما مشافهة أو من خلال
التقارير التي يجدها في ملف الأستاذ.
مفتش المادة يقوم
بمهمة عظيمة و هي تأهيل الأستاذ بان يكون قادرا على أداء مهمة الأستاذية على احسن وجه من خلال النصح و التوجيه ثم التثبيت ، و هو في حاجة إلى معلومات من شخص متواجد
على الدوام في المؤسسة ليُكوّنَ
رأيا كاملا حول الأستاذ و هذا الشخص هو أنت سيدي
المدير و لهذا لك دورك مهم، في عملية تثبيت الأستاذ،
و المفتش الخبير يعلم هذا جيدا،لذا فهو بعد زيارة الأستاذ مع لجنته( المكونة منه رئيسا و استاذين عضوين)،فهو يستانس برأيك لأنك تمثل في تلك اللحظة الجانب الاداري من عملية التفتيش الذي ينطوي على متابعة سلوك و انضباط الأستاذ