الكلب من لا يعرف أن للكلب سبعين اسماً
قصة طريفة يرويها لنا الحافظ جلال الدين السيوطي, حدثت قبله بقرون,
فقد دفعته هذه القصة إلى نظم منظومته اللغوية يذكر فيها 60 من أسماء الكلب, أسماها
((التبري من معرة المعري)) يقول السيوطي:
دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل: مَن هذا الكلب؟ فقال
أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.
فجاء السيوطي بعد المعري وجمع أسماء الكلب ليبرئ نفسه من معرة أبي العلاء المعري فقال:وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها (أكثر من ستين اسماً):
الحافظ جلال الدين السيوطي - توفي السيوطي سنة 911 هـ |
ونظمتها في أرجوزة "
التبرّي من معرّة المعري " وهي هذه:
للّه حمدٌ دائـــــــــــمٌ الوَلِيّ ... ثمّ صلاتُه عـــــــــــــلى
النبـــــــــــي
قد نُقِلَ الثقاتُ عَن أبي العُلا ... لما أتى للمُرتَضى ودخـــــــــــــــلا
قال له شخصٌ بهِ قَد عَثَــــرا ... من ذلِكَ الكلبُ الذي ما
أبصَــــــرا
فقال في جوابه قـــولاً جلِي ... مُعَبِّـــــراً لذلك المجهّـــــــــــــــــــلِ
الكلبُ من لَم يَدرِ من أسمائِهِ ... سبعينَ مومياً إلى علائِـــــــــــــــهِ
وقد تَتَبّعتُ دَواوينَ اللُغَه ... لَعَلّني أجمعُ من ذا
مَبلَغَــــــــــــــــــــــه
فجئتُ منها عدداً كثيراً ... وأرتجي فيمـــــا بقي تيسيــــــــــــــــــرا
وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجز ... ليستفيـــــدَها الذي عنها عجــــــز
فسمّهِ هُدِيـــــــــــــتَ بالتبرّي ... يا صاحِ من معرّةِ المعـــــــــــــرّي
من ذلكَ الباقِـــــــعُ
ثم الوازِعُ ... والكلبُ والأبقَـــــــــــــعُ ثم الزارعُ
والخيطَلُ
السخامُ ثم الأســـــدُ ... والعُربُج العجـــــــــــوزُ ثم الأعقــدُ
والأعنقُ الدرباسُ
والعَمَـــلّسُ ... والقُطرُبُ الفُرنيُّ ثم الفَلحَـــــــــسُ
والثَغِم
الطَلقُ مع العـــــــــواءِ
... بالمدّ والقَصرِ على استــــــــــــواء
وعُدَّ من أسمائِــــــــــهِ البصيرُ ... وفيهِ لغزٌ قالَــــــــه خبيـــــــــــــــرُ
والعربُ قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ
... داعي الضمير ثم هانىء
الضمير
وهكذا سمــــــــوه داعي الكَرَمِ
... مشيــــــدَ الذكرِ متمّمَ
النعَـــــــــــــمِ
وثمثَمٌ وكـــــــــــــالبٌ
وهبلَـــعُ ... ومُنذِرٌ وهجـــــــرَع وهَجــــــــرَعُ
ثم كُسَيــــــــــــــبٌ
علَم المذكّرِ ... منه من الهمـــــــــزةِ واللام عَرِي
والقَلَطِيُّ
والسلـــــــــوقِيُّ
نِسبَه ... كذلك الصينـــــــيُّ
بذاك أشبَـــــه
والمُستَطيرُ
هائجُ الكــــــــــلابِ ... كذا رواهُ صــــــــــــــاحبُ العُبابِ
والدرصُ
والجروُ مثلّثُ الفـــــــا
... لوَلَدِ الكلبِ أســــــــــامٍ تُلـــــفى
والسمــــــع فيما قاله الصوليُ ... وهو أبوُ خـــــــــــــالدٍ
المـــــكنِيُّ
ونقَلوا الرُهدون
للكـــــــلابِ ... وكلبةٌ يُقالُ لها كَســــــــــــــــــــابِ
مثلُ قطامِ
علــــــــــــماً مَبنِيّاً ... وكسبةٌ كذاك نقـــــــــــــــــــلاً رُوِيا
وخُذ لها العولَقَ
والمُعــــــــاوِيَة
... ولَعوة وكُن
لذاكَ راوِيــــــــــــه
وولدُ الكلبِ من الذيبَة ســـــــمّ ... عُسبورةً وإن تُزِل حالَم تُلَــــــــم
وألحَقـــــــوا بذلِكَ الخَيهَفعى ... وأن تُمَدَّ فهو جــــــاءَ سمــــــــــعا
وولدُ الكلــــبِ من ذيبٍ سُمي ... أو ثعلبٍ فيــــما رَوَوا بالديسَـــــــمِ
ثمَّ كلابُ الماءِ بالهراكِــــــــَه ... تُدعى وقِس فرداً على ما شاكََلَــــه
كذاكَ كلبُ الماءِ يَدعى القُندُسا ... فيما له ابنُ دحيةٍ قَدِ ائتَســـــــــى
وكلبةُ الماءِ هيَ القضاعَـــــــه ... جميعُ ذاك أثبتوا سَماعَـــــــــــــه
وعدّدوا من جنســــهِ ابنَ آوى ... ومَن سُماه دألٌ قد ســـــــــــــاوى
ودُئِـــــــــــــــلٌ ودُؤلٌ والذُألان ... وافتَح وضُمَّ معجَـــــــــــماً
للذُألان
كذلك العِلــــــــوضًُ
ثم النوفَلُ ... واللعوَضُ السرحـــوب فيما نَقَلــوا
والوَعُّ
والعلوشُ ثم الوَعــــوَعُ ... والشغبَــــــر الوأواءُ فيما يُســمَعُ
هذا الذي من كُتُبٍ جمعتـــــــهُ ... وما بدا من بعدِ ذا ألحَقتــــــــــــــهُ
والحمدُ للّهِ هنا تمــــــــــــــــامُ ... ثمَّ على نبيّــــــهِ
الســــــــــــــــلامُ