أوراق الثورة الجزائرية
وبعدها إما الحياة وإما الممات
(خطاب ابن باديس 2 أوت 1936م)
بسم الله الرحمن
الرحيم، أيها الشعب الجزائري التاريخي القديم الـمسلم الصميم، الذي كلمته من كلمة
الله، وقوته من قوة الله، أعددت مؤتمرا كما ينبغي أن يكون جلالا وروعة، فذلك مجلى
إرادتك، ومظهر قوتك.. لقد كدت تكون مجهولا عندهم، لكن بأعمالك العظيمة، وبما قام
به الوفد صرت معلوما، لدى من يعرف الحق، ويحترم الكريم، وينصف المظلوم…أيها الشعب
لقد عملت وأنت في أول عملك، فاعمل، ودم على العمل، وحافظ على النظام، واعلم أن
عملك هذا على جلالته ما هو إلا خطوة ووثبة، ووراءه خطوات ووثبات، وبعدها إما
الحياة وإما الممات] انظر: (مظاهر المقاومة الجزائرية م.ط.ع. ص:143 منشورات المتحف
الوطني للمجاهد).
إنه الخطاب السياسي
الجهادي الذي ألقاه رئيس الجمعية بحكمة وذكاء، يدعو فيه الشعب الجزائري، للوحدة
والاتحاد، وتمتين الإرادة الشعبية التي قوامها التوكل على الله تعالى، ودعا إلى
الحرية، ثم إما الحياة في عز الإسلام والحرية الوطنية، وإما الـممات استشهاد في
سبيل الله عز وجل. فكانت هذه الكلمات في تشجيع وتبصير الشعب وتثبيته أقوى وأعظم من
كل مدافع فرنسا وجيش فرنسا، كانت الجمعية تعد النفوس والعقول قبل البندقية، فلما
شب شباب الجمعية حملوا البندقية عن يقين وتضحية، فكان النصر بالله وجاءت الحرية.
الشيخ محمد مكركب/موقع ابن باديس