ماشا وميدفيد»… كيف أصبح الدب الروسي
محبوب الأطفال العرب؟
يرمز دائماً مصطلح «الدب الروسي» في نشرات الأخبار إلى روسيا القوية، وفق المنطق ذاته المرتبط بمصطلحات أخرى مثل «التنين الصيني» و«العم سام» الأميركي. لكن هذا المصطلح توّسع مؤخراً ليدخل في عالم الفن والثقافة، ويصبح «الدب الروسي» أبعد ما يكون عن السياسة وتعقيدها، حين تحوّل بطلاً لطيفاً ومحبوباً لأطفال العرب والعالم أجمع.
نجاح أسطوري
تدور قصة «ماشا وميدفيد» حول شخصيتين، هما «ماشا»، الطفلة الشقية التي تقابل صديقها الناضج المتزن السيد «ميدفيد» (الدب باللغة الروسية).
المسلسل الكارتوني الذي بدأ عرضه على التلفزيون الروسي في العام 2009، انتقل سريعاً إلى العالمية، حقق المسلسل ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب، وبعض حلقاته تخطت حاجز المليار مشاهدة، إلى أضعاف هذا الرقم، حتى صارت «ماشا» تنافس أنجح الأغنيات العالمية مثل «غانغام ستايل» و«ديسباسيتو».
على الصعيد النقدي، اختارت مجلة Animation Magazine «ماشا وميدفيد» ضمن الأعمال الكلاسيكية المهمة في المستقبل، كما حصل المسلسل للمرة الأولى في تاريخ روسيا على جائزة Kidscreen Awards للرسوم المتحركة.
البساطة العميقة
حلقات المسلسل لا تتجاوز الدقائق السبع، وفي هذا الوقت القصير، نجد مساحة أقل للحوار، في مقابل دور كبير للصورة، فالفكرة نفسها جاءت بسيطة إلى حد كبير، حيث تمثل «ماشا» الطفولة بكل شقاوتها وطاقتها الخلاقة، يحركها الفضول والشغف دوماً، حتى تكتشف الأشياء كلها. أما السيد «ميدفيد» أو «ميشكا»، فهو دب سيرك بني اللون، يحب الهدوء والنظام، ويهوى البستنة وتربية النحل، لكن القدر جمعه بالطفلة الشقية التي تعتبر نقيضه في كل شيء.
من هنا تأتي حبكة كل حلقة وفكرتها، فـ«ماشا» تسبب المشاكل بعفوية الطفولة الجامحة، لكن الدب الطيب يساعدها، ويبعدها عن تلك المشاكل، بل يستسلم إليها أحياناً، ويندمج معها في اللعب اللطيف.
الناقد الأدبي وعضو هيئة التدريس في أكاديمية الفنون الدكتور حمدي النورج، يقول لـ«المسكوبية» إنّ روعة العمل تكمن في بساطته، فهو يخلو من التعقيد و الخطاب السلطوي أو الوعظي الهش.
ويرى النورج أن البساطة والحرية هما الأساس الذي يبحث عنه الكبير قبل الصغير، في مساحات من التنفس والحرية والانطلاق، لأن أكثر الأشياء إرباكاً هي الأشد تضييقاً.
أما الشيء الذي اختصه الناقد بالذكر في عالم «ماشا»، فهو الألوان وتنوعها المبهر، فهي عالم الطفل الحقيقي، الذي يٌبقي ذهنه متقداً ومنجذباً إلى الشاشة أو الكتاب، برغم بساطته الواضحة.
الشقاوة والتربية
شقاوة «ماشا» في اللعب هي المحرك الأول للأحداث، وهي التي دفعت مبتكر المسلسل إلى صنعه، حين شاهد طفلة حقيقية تشاكس الناس على أحد الشواطئ بكل عفوية وبراءة.
يقول أستاذ أصول تربية الطفل في جامعة المنصورة وليد جبريل لـ«المسكوبية» إنّ المسلسل يؤكد على أهمية اللعب في الطفولة، وتوظيفه في غرس القيم التربوية السليمة داخل نفوس الأطفال.
ويضيف أن المسلسل أظهر قيم الصداقة المهمّة في تربية الطفل، حين يساعد الدب صديقته، ويحرص على سلامتها أثناء لعبها، مؤكداً على أهمية توظيف هذا اللعب في مكانه الصحيح، ذلك أنّ اللعب المفيد يهدف إلى تنمية جوانب الطفل العقلية والجسدية والوجدانية والاجتماعية، ولا يجب أن يترتب عليه حدوث مشاكل للطفل أو المحيطين به، خاصة أن الدب ليس موجوداً في الواقع كل مرة، كما في المسلسل.
في المقطع التالي نرى كيف حل الدب مشكلة ماشا عندما اشتكت من الملل،و قد تصرف ككل إنسان كبير، في البداية كان يريد ان يستمتع بقراءة كتاب في يوم بارد تتساقط فيه الثلوج و لا يستطيع فيه الأطفال الخروج للعب في الشارع..فحاول إشغالها تارة بالقراءة و اخرى بالرسوم المتحركة و تحت إلحاحها لمعت في نفسه فكرة:"صناعة فيلم" و لم يتركها لعمل فيلم دون سيناريو بل علمها اصول صناعة الأفلام بداية من السيناريو ،و بذا يكون قد قضى على مللها بشيء مفيد و هي ذي التربية الحقة ، رغم المعاناة التي قد ترهق الكبار فهي الطريق الصحيح السليم للتربية.
في المقطع التالي نرى كيف حل الدب مشكلة ماشا عندما اشتكت من الملل،و قد تصرف ككل إنسان كبير، في البداية كان يريد ان يستمتع بقراءة كتاب في يوم بارد تتساقط فيه الثلوج و لا يستطيع فيه الأطفال الخروج للعب في الشارع..فحاول إشغالها تارة بالقراءة و اخرى بالرسوم المتحركة و تحت إلحاحها لمعت في نفسه فكرة:"صناعة فيلم" و لم يتركها لعمل فيلم دون سيناريو بل علمها اصول صناعة الأفلام بداية من السيناريو ،و بذا يكون قد قضى على مللها بشيء مفيد و هي ذي التربية الحقة ، رغم المعاناة التي قد ترهق الكبار فهي الطريق الصحيح السليم للتربية.
منقول بتصرف و إضافات عن:
محمود حافظ /موقع المسكوبية/ 25 مايو 2018