ساعد الطلاب على التعبير عن أفكارهم
عندما يصل الطلاب إلى المدرسة ، يكون لديهم بالفعل أفكار
ومفاهيم وطرق تفكير ، والتي تسمى مفاهيمَ أو تصورات. قد تتوافق هذه المفاهيم
أحيانًا مع النظريات العلمية ، وأحيانًا تكون غير متوافقة.
وَ يتمثل دور المعلم في إبراز أهمية هذه المفاهيم من أجل
الاعتماد عليها لجعلها تتطور من أجل اكتساب المعرفة العلمية الصحيحة.
و غالبًا ما تختلف المفاهيم التي حفظها الطلاب لتنظيم
العالم الذي فيه يحيون عن المفاهيم العلمية.
و هي عموما
تستمر مع التلميذ حتى بعد التعلم ، لأنهم يأخذونها في وقت مبكر جدًا من نموهم و
تطورهم الفكري ، حيث تندمج في سجلهم العاطفي
كمفاهيم صحيحة يعيشون بها في حياتهم اليومية ، حتى و لو كانت خاطئةً من وجهة النظر العلمية
البحتة.
و غالبًا
ما تكون المفاهيم (المفاهيم الخاطئة) عقبات أمام التعلم.
إن معرفة هذه الجزئية تسمح للمعلم بتكييف الأنشطة للعمل عليها بشكل أفضل و تصحيحها بصورة تدريجية من خلال أنشطة عملية تساعد على تطوير التفكير و من ثم المفاهيم.و هذا بدلا من معارضتها و مصادمتها لأنها راسخة في وجدان المتعلم كبديهيات.
فتفسير
الظواهر و المناقشة الهادئة لها تساهم في تطوير الفكر و من ثم تطوير المفاهيم تصحيحا و تعميقا.
و انظر
إلى الأسلوب القرآني كيف اجتثَّ الخمر من العقول و القلوب بتدرج لطيف يثلج الصدر و
يقنع العقل.
فالعرب
كانوا مُولَعين بشربِها، وأول ما نزل في شأنها:
﴿ يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة:
219]؛ أي: في تجارتِهم، فلما نزلت هذه الآية تركها بعض الناس وقالوا: لا حاجة لنا فيما
فيه إثم كبير، ولم يتركها بعض الناس، وقالوا: نأخذ منفعتَها ونترك إثمها،
-
فنزلت
هذه الآية: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء:
43]، فتركها بعض الناس
وقالوا: لا حاجة لنا فيما يشغلنا عن الصلاة، وشرِبَها بعض الناس في غير أوقات
الصلاة .
حتى
نزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ
ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة:
90، 91]، فصارت حرامًا عليهم، و قالوا انتهينا يا رب.
- و كما ترى بين لهم أدلة من واقعهم
تبين لهم خطر الخمر و الميسر
- فذكر : الرجس(عملا قبيحا) و العداوة،
و الصَّدِ عن ذكر الله و الصلاة..و كلها سلوكيات لمسوها في واقعهم و خبرتهم
اليومية.
- و هكذا بواسطة نشاطات ذكية يستعمل
فيه المعلم طرح الاشكال و ترك التلاميذ يقدمون الفرضيات يناقشهم و يوجههم ،حتى
يهدم المفاهيم الخاطئة عبر عمليات (المراجعة والنقد)
لتحل محلها
المفاهيم الصحيحة..