مفتاح السعادة
كثير من الناس من يتصدرون المواقع
الهامة في الدولة و المناصب العالية و ليس لديهم الكفاءة أي العلم و القدرة على
إدارة شؤون هذه المناصب لافتقارهم لأدوات
التفكير والتنفيذ العلم و العمل فيضيعوا الأمانة و يعطلوا المصالح التي بين أيديهم فيخسروا الحياتين الدنيا التي
يتعرضون فيها للذم القدح و التجريح و في الأخرة للخسران و العقاب لتضييعم حقوق
الله و العباد.
فالعلم النافع والعمل الصالح هما
مفتاح السعادة ، وأساس النجاة للعبد في معاشه ومعاده(آخرته).
قال
ابن قيم الجوزية رحمه الله : لا نفع بعلم
بلا عمل .
قال
تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة النحل 97)
يقول الشيخ السعدي في تفسيره
للآية:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } لأن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة
وقبولها، بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان، واالايمان : هو التصديق الجازم
المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات،
فمن جمع بين الإيمان والعمل
الصالح يحييه الله حياة طيبة في الدنيا و الآخرة .
{ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً
طَيِّبَةً } وذلك بطمأنينة قلبه، وسكون نفسه، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه،
ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب.
و يجازيه خير الجزاء في الأخرة
{ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } من أصناف
اللذات مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة.
و أوصى الامام الغزالي ولده
:(أيها الولد، العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون،).
و كان صلى الله عليه وسلم
يتعوذ من علم لا ينفع(اللَّهُمَ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ)
والفقه في الدين من العلم
النافع ‘ذا حوله صاحبه على عمل.
وقال ابن القيم رحمه الله (ومن
فَقَّهه في دينه فقد أراد به خيراً )
...إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل.
اللهم فقهنا في ديننا و أعنّا على العمل بما فقهنا..آمين