المستديرة الساحرة
على مر الأزمان لم يبتكرالانسان شيئا سيطر
على مشاعر الناس و عقولهم و قلوبهم مثل كرة القدم،و لم تنل أي لعبة رياضية شهرةً
وشغفاً مثل كرة القدم التي أحبها الكبار من رجال و نساء و شيوخ و عجائز قبل
الصغار، وأصبحت بطولاتها من أهم الأحداث الرياضية المحلية والدولية، ما جعل دول
العالم تتنافس بل و تتفاخر بالفوز فيها.
و في الحقيقة تم تأسيس اتحاد كرة القدم في
إنكلترا عام 1863، ، وتم وضع قواعدها للمرة الأولى في التاريخ.
و مع مرور الزمن صارت هذه اللعبة دولية و تشكل لها اتحاد
عالمي(فيفا) و رصدت لها أموالا طائلة و منشآت و دخلت اللعبة السياسة بل صارت متعة
و ملهاة.
لكن الشيء الذي لا نستطيع ان ننكره أن
الانسان حيثما كان و من أي جنس أو لون كان احب اللعبة حبا كبيرا وشَغفَ بمنافساتها
التي صارت تعبر عن سيادة الدول و من نجح فيها كأنما انتصر في حرب ناهيك عن التاثير
النفسي الإيجابي او السلبي للعبة على عقول و نفوس الشعوب.
في الجزائر لسنا بدعا من الزمن
فنحن مثل كل شعوب العالم احبها الجميع و تفاعل معها تفاعلا كبيرا لدرجة ان
الأجيال السابقة مثلنا لم نستوعب هذا لأننا ما تعودنا ان ندخل اللَّعب في الأمور
الجدية كالتربية او السيادة ..و بصراحة لم
نفهم أهميتها و استخداماتها السياسية و الاجتماعية و النفسية إلا متأخرين بل و
الكثير منا من لا يزال يحمل فكرة معاداة كرة القدم لأنها ملهاة و مضيعة للأوقات و
أنها لعب و مضيعة للمال و الوقت..
رغم ذلك أقول و لا أخفي أو أنكر ذلك:
تغمرنا النشوة بالانتصار ونحس بارتفاع
المعنويات في أجواء عربية كلها انكسارات و فشل تلو الآخر،فلم لا نفرح و نعتز عندما
يفوز فريقنا و هو يمثل دولتنا و رايتنا و بعدما صار اللاعب المسجل للهدف يسجد شكرا
لله؟