أيها الآباء أيتها الأمهات ابنكم ابنتكم أهم من كل شيء
مشاعر مختلطة
من منا لم يعش هذه المشاعر المختلطة بين الرجاء و الخوف و الغضب ،لكننا نتعلم من تجاربنا ...
ففي هذه الأيام التي ستظهر فيها نتائج
امتحان البكالوريا الذي يتوج مرحلة دراسية فاصلة في حياة كل شاب و شابة،
تتوتر فيها أعصاب الناس و تتشنج فيها
عضلاتهم و تنتابهم انفعلات مختلفة ،و بقدر ما نقول إن هذا طبيعي
بقدر ما نقول أن المبلغة فيه خطأ كبير جدا و مضر جدا جدا..
قصة فيها عبر
دعوني اروي لكم تجربة حقيقية عشتها بنفسي
منذ سنوات خلت و بعد ظهور نتائج البكالوريا ،فوجئت بهاتف من السيد مدير التربية
يدعوني فيه لزيارة بيت أحد المواطنين للتعزية في ابنته التي توفيت بعد أيام فقط من
نجاحها في امتحان البكالوريا طبعا نزل علي
الخبر كالصاعقة بعد سماع الخبر..
تأملوا معي الوضع في هذه الأسرة التي كانت
فقط منذ أيام تعيش فرحة النجاح ،و فجأة
تحولت الأفراح إلى اتراح ..
و نحن نعزي والد الفتاة روى لنا أنه كان
يشتاق إليها و لمجالستها هي حية فطول
السنة كرست كل أوقاتها للدراسة و المراجعة
لدرجة أنها فرطت رحمها الله حتى في طعامها و جلسات الدفء العائلية، لكن مشيئة
الله جعلتها تغادرفجأة
و والداها في شوق إليها ، اشتاقوا
إليها و هي حية و اشتاقوا إليها و هي ميتة.و كانت لي هذه الزيارة درسا و عبرة..
نصيحتي لكم أيها الأولياء
ما أنصح به الوالدين ان اغتنموا
كل فرصة مع ابنائكم و ارحموهم
واظهروا لهم العطف و الحنان ، سواء
نجحوا أم لم ينجحوا ، بينوا لهم أنهم الأهم بالنسبة لكم من كل شيء وأنكم تحمدون
الله أنهم بخير وأنهم يتمتعون بصحة جيدة..
فلا تزيدوا عليهم قهرا فوق قهرهم إذا لم لم
يوفقوا في البكالوريا فلا تكونوا أنتم و النتيجة عليهم بل واسوهم و تقبلوا معهم
النتيجة ..
قولوا لهم لا زال أمامكم الوقت و ما ضاع اليوم
سيعوض غدا و إن غدا لناظره قريب..
لا تقولوا إن ابننا او ابنتنا لا تشعر بالم
الإخفاق فلحظة النتائج يفيقون عندما يرون زملاءهم نجحوا ويشعرون بالم كبير..
خففوا آلامهم و داووا جراحهم و كونوا معهم
لا عليهم..
المهم ان يشعروا بكم بجانبهم و أنكم سندهم، فتخففوا عنهم الم الخسارة و
لا تقولوا لهم أنظر إلى فلان او فلانة أو ابن فلان وابنة فلانة ..
قولوا لأبنائكم
بل قولوا: قدر الله و ما شاء فعل ، و
أمامكم الوقت الحمد لله أن الخسارة لم تكن
في دينكم أو صحتكم و ستعوضون في المستقبل ما فاتكم و ما السَنَةُ إلا أياما معدودات.
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } (سورة الفرقان 62)
ذكروهم بالله... وتذكروا معهم قوله تعالى:
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 216)
مع تحيات جمال بن السايح أبو أنفال
17/07/2019