الطفل و إدراك
الأشياء
كثيرا ما يخطئ
الأولياء عندما لا ينتبهون إلى المرحلة العمرية التي يبدا فيها إدراك الطفل
للأشياء أي يصبح قادرا على التمييز و المقارنة
بل و الفهم ، في مرحلة مبكرة من عمره (عامان إلى ثلاثة أعوام ).
مرحلة التعبير عن نفسه لغة و إحساسًا:
يتكون للطفل مخزون
مهم من الكلمات التي من خلالها يستطيع التعبير عن نفسه و أحاسيسه مما يسهل عليه
التآلف مع محيطه الاجتماعي الأسري و غيره ،و يصير قادرا على التعبير عن مشاعره و
تفهم مشاعر الآخرين ، يعلم الكثير من المعلومات
عن الأسرة (أبوه في العمل و أخوته في المدرسة)، في هذه المرحلة يتوصل الطفل
إلى القدرة على الإدماج بين مهارته الحسية
في الفهم و مهارته اللفظية الجديدة في
الكلام.
صحيح أن بلوغ هذه
المرحلة يتفاوت من طفل إلى آخر باختلاف البيئات الاجتماعية (غنى و فقر و مستوى الثقافية
الأسرية) فكلما كان المحيط الاجتماعي ثري و متنوع
بالمثيرات و التفاعل الفكري يزداد النمو الادراكي السريع للطفل..
قصة الطفل و الدراجة النارية:
انتشر على وسائل
التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور حوارا دار بين طفل صغير لعله في الخامسة من
عمره و إعلامي يساله عن سر غضبه و حزنه فكان
الطفل يسرد بحرقة قصة سرقة اللصوص للدراجة النارية لأبيه و يقول للصحفي إنهم سرقوا
وسيلة رزقنا فقد كان ابي يذهب عليها للعمل و الاسترزاق ..فترون كم كان هذا الطفل
الصغير يدرك ايما إدراك معنى سرقة الدراجة بانها سرقة لرزقهم.
قصة الطفل ابن ثلاث سنوات و رسمة جده:
روى لي أحدهم قصة حدثت له مع حفيدة و هو ابن ثلاث سنوات الذي
جاءه يطلب ورقة بيضاء و قلم رصاص ليرسم عليها ..
قال :فأعطيته ما يريد و لم أعر انتباها لجدية ما يريد حفيدي فقد كان صغيرا و لا يحسن الرسم..
قال :فأعطيته ما يريد و لم أعر انتباها لجدية ما يريد حفيدي فقد كان صغيرا و لا يحسن الرسم..
لكنني اعطيته ما طلب تخلصا من إلحاحه يقول الجد:.. و بعد زمن أتاني و أراني
رسومات غير واضحة المعالم (عبارة عن خطوط و مستطيلات غير منتظمة) و قال لي : يا
جدي لقد رسمت لك هذه الرسومات خصيصا لك .
قال : فشكرته و قلت في نفسي لأعلمه الرسم..
قال : فشكرته و قلت في نفسي لأعلمه الرسم..
فقلت له تعالى يا
بني فسأرسم لك أسدا (لأنه كان يحب الأسود) و بينما كنت ارسم لاحظ بان رسمتي جاءت
فوق الرسمة التي رسمها في الأول ، فشرع في البكاء و هو يقول :
يا جدي لماذا افسدت الرسمة التي رسمتها لك و لم يتوقف عن البكاء حتى محوت الأسد الذي رسمته..
يقول محدثي : و تعلمت ان أحترم مشاعر حفيدي البريء الذي اعتقدت انه لا يعي ما يقول.
يا جدي لماذا افسدت الرسمة التي رسمتها لك و لم يتوقف عن البكاء حتى محوت الأسد الذي رسمته..
يقول محدثي : و تعلمت ان أحترم مشاعر حفيدي البريء الذي اعتقدت انه لا يعي ما يقول.
جمال بن السايح أبو أنفال
2020-01-31